إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ – محيي الدين بن عربي

إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ … تحققُّ آلامي ولذَّاتي

وحكمها صور بالذاتِ ظاهرة ٌ … للعين في الحالِ لا ماضٍ ولا آتي

نقولُ ذا فلكٌ نقولُ ذا ملك … في أيِّ كونٍ من أرضٍ أو سموات

فالصورُ مختلفٌ والعينُ واحدة ٌ … وإنّ فيه لما يدري لآيات

وهو الذي ينتفي إنْ كنت تعقله … وحكم أعياننا عينُ الدلالات

فما ترى صوراً في العين قائمة … إلاّ بوجهين من نفيٍ وإثباتِ

إنّ الامورَ لتجري نحو غايتها … وعزة ِ الحقِّ ما أدري بغايات

الأمرُ كالدورِ أو كالخطِّ ليسَ لهُ … في الامتداد انتهاء كالكميات

بالفرضِ كانتْ لهُ الغاياتُ إنْ نظرتْ … عقولنا ليس هذا فيه بالذات

إنَّ الوجودَ لدارٌ أنتَ ساكنها … بالوهمِ في عينِ ما يحويَ منْ أبياتِ

وما هنالكَ أبياتٌ لذي نظرٍ … وإنَّها صورُ أولادِ علاتِ

إنَّ الذي أوجدَ الأعيانَ في نظري … لصانعٌ صنعُه بغيرِ آلات

لو لمْ يكنْ صنعهُ لمْ يدرِ ذو نظرٍ … بأنه صانعٌ جميعَ ما يأتي

وإنها صورٌ للحسِّ ظاهرة ٌ … لكنها بين أحياءٍ وأمواتِ

والكلُّ حيٌّ فإنَّ الكلَّ سبحهُ … بذاك أعلمني قرآنه فاتِ

بمثله إن تكن دعواك صادقة ٌ … وإن عجزتُ ذاكَ العجزُ من ذاتي

لولا معارضة ٌ قامتْ بأنفسهم … له فأعجزهم برهانُ إثبات

الصدقُ أصلك في الإعجاز أعلمني … بذاكَ في مشهدِ ربِّ البرياتِ

فاصدقْ ترى عجباً فيما تفوهُ بهِ … للسامعينَ لهُ من الخفياتِ

ذاك الهدى للذي قدْ باتَ يطلبُه … وليسَ يدري بهِ أهلَ الضلالاتِ

فاعكف بشاطىء واديه عساك ترى … ولا تقل إنه من المحالات

وانهض به طالباً ما شئت من حكم … ولا تعرجْ على أهلِ البطالاتِ

وقم به علماً في رأسِ مَرقبة ٍ … فإنَّ فيه لمنْ يدري علاماتِ

واحذرْ جهالة َ قومٍ إن همُ غضبوا … فالله يهلكُ أصحابَ الحميَّات

يا طالبَ الحقِّ والتحقيقِ من كلمي … أودعت ما تبتغيه طيَّ أبياتي

صغر وكبرٌ وقل ما شئتَ من لقبٍ … مثل اللتيا إذا صغرتَ واللاتي