إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ – محيي الدين بن عربي
إنَّ الغمامَ مطارحُ الأنوارِ … ولذاكَ أضحى أقربَ الأستارِ
منه تفجرتِ العلومُ على النهى … وبهِ يكون الكشفُ للأبصارِ
فيهِ البروقُ وليسَ يذهبُ ضوؤها … أبصارَنا لتقدسَ الأبصار
فيه الرعودُ وليسَ يذهبُ صوتُها … أسماعَنا لتنزُّهِ الأسرارِ
فيه الصواعقُ ليس يذهبُ رسمنا … إحراقها لعناية ِ الآثار
فيه الغيوم وليس يهلك سيلها … أشجارنا لتحققِ الإيثارِ
ما بعدَه شيء سوى مطلوبِنا … ربُّ الأنامِ معَ اسمِهِ الغفارِ
فإذا انجلى ذاك الغمام فذاته … تبدو إلى الأنوار في الأنوار
والنورُ يدرج مثله في ضوئه … كالشمسِ لا تُفني ضياءَ النار
فترى البصائرُ والعيونُ جلاله … وجماله في الشمسِ والأقمارِ
فافهم إشارتنا تفز بحقائق … تخفى على العقلاءِ والنظارِ