إني وسعتُ الكيانَ طرّاً – محيي الدين بن عربي

إني وسعتُ الكيانَ طرّاً … لما وسعتُ الذي براني

فكنتُ بيتاً لهُ مسوى … مهيئاً للذي بناني

لهُ فلمْ يرتضي سوايَ … أراه مثل الذي يراني

مذ وسعَ الحقُّ قلبَ كوني … ما زلتُ في لذة ِ العيانِ

أشهدُه فيه كلَّ حينٍ … ذا كرمٍ مطلقِ العنانِ

في كلِّ وصفٍ تراه عيني … على الذي وحيه أراني

ما علم الله غيرَ عبدٍ … أضحى منَ السرِّ في أمانِ

ليس لنا مشهدٌ سواه … أراه فيه ولا أراني

أرنو إليهِ بقدرِ علمي … من غير أيْن ولا زمانِ

ولا ترى عينه سواي … إلا إذا كان في الجنان

أو صار في حلبة المنايا … قد سبقَ القومَ للرهانِ