إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها – محيي الدين بن عربي

إني سألتكَ أسماءً وحصرتُها … تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزدِ

بأنْ يكونَ لنا في كلِّ حادثة ٍ … عينُ استناد وأنتم خير مستندي

جاء الجوابُ لنا من فوق أرقعة … سبعُ من الدُّخ قامَتْ لا على عمدِ

يرونها وأنا عينُ العمادِ لها … لذا تزول إذا زلنا من البلد

فإنَّها لي ولوا عبني ما بينتْ … والحقُّ يبعد عن مراتب العدد

لذا يكفرُ بالتثليثِ قائلهُ … أينَ الثلاثُ من المنعوتِ بالأحدِ

اللهُ أعظمُ أنْ يلقاهُ منْ أحدٍ … في عينِ كثرته فاعمل به وقد

ينجو إذا صاحبُ الأعدادِ يهلكُ في … تعداده وهو الحيرانُ في كبد

وكلُّ عينٍ من الأعدادِ تطلبُه … ولا سبيل إلى فوزٍ بِلا سندِ

قل للذي رام أنْ يحظى بموجده … هيهاتِ هيهاتِ لا تعدلْ عن الرشدِ

فليسَ يحظى بهِ منْ ليسَ يشبههُ … وليس يشبهه في العين من أحدِ

إذا تجلَّى لكمْ في عينِ وحدتِهِ … لنْ تدركوهُ لأنَّ الروحَ ذو جسدِ

والعينُ ذو جسدٍ فأينَ وحدتُهُ … فارجع وراك ولا تكرع ولا ترد

إنَّ المهيمنَ بالأسماءِ نعرفه … والاسمُ يظهرهُ لصاحبِ الرصدِ

لذاكَ قالَ لهم سموهمُ فإذا … سموهمُ بان من أسمائهم رَشَدي

فواحد العينِ مجهولٌ بلا صفة ٍ … فاعملِ عليهِ فإنَّ الناسَ في حيدِ

عن الذي رمتُ منه إن تحصله … لوْ لمْ يكنْ فيهِ إلا الوصفُ بالجسدِ

لذاكَ يطلبهُ حتى يكونَ كهوَ … ولا يكن فاقتصر عليك لا تزد

لو أنَّ إبليسَ علامٌ بخالقه … كان الإله له من أعظم العدد

لو أنَّ آدمَ لم يخذلْ طبيعته … ما كان في الملأ الذريّ من لدد