إني أفيق وفي أرضي لها فيق – محيي الدين بن عربي
إني أفيق وفي أرضي لها فيق … تبكي السماءُ لها لينفقَ السوقُ
وإنني ضابطٌ فيما يصرِّفني … وليس فيما أتاني منه تعويقُ
الحقُّ يعجبُ منْ حالي ومنْ قلقي … معَ الأحبة ِ والأحوالُ تلفيقُ
لم ينتشر خبر لي أنني رجلٌ … أهوى الأمورَ ولي بحثٌ وتحقيقُ
إنَّ الموافقة َ الكبرى بدايتها … عندَ الرجالِ عناياتُ وتوفيقُ
ما ينفقُ الذهبُ المصنوعُ عندهمُ … إلا إذا جاءه سبكٌ وتعليق
فإنْ تسامحَ فيهِ بالحمى صنعٌ … فإنَّ ذلكَ تمويهٌ وتزويقُ
وليس يعلم ما قلناه فيه سوى … مجرِّبٌ فيه إيمانٌ وتصديق
الله يعلم أني فيه ذو عَمَهٍ … وإنني مؤمنٌ به وصدِّيق
لا يعتريني هوى فيما علمت به … وليسَ عندي تزيينٌ وتنميقُ
الصدقُ حليتنا والحقُّ حُلتنا … فمنْ يخالفُ حالي فهوَ زنديقُ
والله لو عرفتْ نفسي بمن كلفتْ … لمْ يلهها زجلٌ عنهُ وتصفيقُ
لما علمت بأنّ الأمر ذو صورٍ … فلو يخاطبني حَبرٌ وبِطريق
لمْ أنكرِ إنَّ الأمرَ فيه كما … ذكرته فهو خلاَّق ومخلوق
إنَّ النياقَ تجاري نحوَ كعبتهِ … وإنها هممٌ يدعونَها النوقُ