إلهي وفقني إلى كلِّ ما يرضي – محيي الدين بن عربي

إلهي وفقني إلى كلِّ ما يرضي … ورضِ فؤادي بالذي أنتَ لي تقضي

فإن كان سرّاء حمدتك منعما … وإنْ كانَ ضراءً نظرتُ إلى المقضي

فأنظر فيه بالذي قد ذكرته … فإنْ كانَ لا يرضي عدلتُ إلى المرضي

وإنْ كانَ كلي مستقيماً سررتُ بي … وإنْ كان بعضي هم بكيت على بعضي

إلهي أرجو من عنايتكم بنا … إذا زلتُ عنْ ندبٍ أسيرُ إلى فرضِ

وإنْ كنتُ في رفعٍ بربي محققاً … فلا تحجبني عن عبودية الخفض

وإنْ أنتَ من أهلِ القراضِ جعلتني … إلهي فوفقني إلى أحسنِ القرضِ

فنصفٌ لكمْ مثلُ الصلاة ِ معينٌ … ونصفٌ لنا منْ غيرِ نكثٍ ولا نقضِ

أفوضُ أحوالي إليكَ مسلماً … لأكتب فيمن أمره للرضى يفضي

وأسألُ ربي أنْ يمنَّ بعصمتي … هنا ثم في يومِ القيامة ِ والعرض

ويجعلني ممن سما واعتلى به … إليهِ إذا كانَ الخروجُ منَ الأرضِ

ويوصلُ لي بشراهُ بالخيرِ منعماً … إذا حل تركيبي وأسرع في نقضي

وأفرض لي قاضي السماء معيشتي … عليه وهل تبقى فضولٌ مع الغرض

ومهما دعاني نحوه جئتُ مسرعا … على الناقة ِ الكوماءِ بالعدوِ والركضِ