إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه – محيي الدين بن عربي

إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه … من العلمِ المفصل نُطقَ حالِ

علمتُ بأنه علمٌ صحيحٌ … أتاكَ بهِ المثلُ في المثالِ

إذا جهلَ السؤالَ فإن فيما … تراهُ إجابة ُ علمِ السؤالِ

أذودُ عنِ القرابة ِ كلَّ سوءٍ … بأرماحٍ مثقفة ٍ طوالِ

من ألسنة ِ حِداد لا تُبارى … أتتك بهنَّ أفواهُ الرجال

رأيتهمُ وهم قدما صفوفا … عبيدُ مهيمنِ ولنا الموالي

فإنَّ الله أرسلهم رجالاً … لإلحاق الأسافلِ بالأعالي

وإلحامِ الأباعدِ بالأداني … وقالوا: النقصُ من شرطِ الكمال

ولكن في الوجودِ وكلّ شيء … يكونُ كمالهُ نقصُ الكمالِ

ولولا الانحرافِ لما وجدنا … فلا تطلبْ وجودَ الاعتدالِ

بأنَّ اللهَ لا يعطيهِ خلقاً … فإنَّ وجودَه عينُ المحال

ولا تسألْ قرار الحالِ فينا … فإنَّ الحكمَ فينا للزوالِ

معَ الأنفاسِ والأمثالِ تبدو … هي الخلق الجديد فلا تبال

وليسَ شؤونُ ربي غيرَ هذا … وهذا الحقُّ ليسَ منْ الخيالِ

رأيت عمى تكوّن عن عماء … وأين هُدى البيانِ من الضلال

فلا يحوي المعارفَ غيرُ قلبٍ … فإنَّ الحكمَ منْ حكمِ العقالِ

إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثٍ … فذاك السيرُ في طَلَبِ النوال

إذا وفى حقيقتهُ عبيدٌ … له حكمُ التفيؤ كالظلالِ

ألا إنَّ الكمالَ لمنْ تردى … بأردية ِ الجلالِ معَ الجمالِ

فيفهمُ ما يكونُ بغيرِ قولٍ … ويعجزُ فهمَهُ نطقُ المقالِ

لو أنَّ الأمر تضبطه عقولٌ … لأصبح في إسارٍ غيرِ وال

وقيدَه اللبيبُ وقيدتهُ … صروفُ الحادثاتِ معَ الليالي

وإنَّ الأمر تقييدٌ بوجهٍ … وإطلاقٌ بوجهٍ باعتلالِ

إذا كان القويُّ على وجوهٍ … محققة ٍ تؤولُ إلى انقصالِ

فأقواها الذي قد قلتُ فيه … يكون لعينه عين المحال