إذا ما دعا داع تلبي من الحشى – محيي الدين بن عربي

إذا ما دعا داع تلبي من الحشى … هويته فهو المجيبُ لمن دعا

فما أنا إلا عينهُ ليسَ غيرهُ … ولستُ بذي مزجٍ ولا أنا بالوعا

فمن قال إن القول بالحدِّ واحد … فذلكَ قولٌ ليسَ يدريهِ منْ وعى

من العلم إلا رسمه لا وجوده … وإنْ مصيبَ الحقِّ منْ قالَ أجمعا

إذا عاينتْ عينٌ لعينٍ كلامه … على ألسنِ الأرسال بالحسِّ مصرعا

فلا بدَّ من صوتٍ يعين حرفه … ولا بدَّ من حرفٍ فقد ثبتا معا

فيا منكرَ التركيب في كلِّ ناطق … وفي نطقهِ لوْ كنتَ بالحقِّ مولعا

رأيت وجودَ الحقِّ عين كوائن … أمنتُ لها منْ غيرِ أنْ تتصادَّعا

إذا كان نظمي عين نثري فمن هما … فقلْ لهما يا صاحِ للحقِّ وارجعا

رعى اللهُ عبداً منصفاً ذا حقيقة ٍ … كما أنه بالحقِّ للحقِّ قد رعى