إذا ما العذارى قلن عم فليتني – الفرزدق
إذا مَا العَذارَى قُلنَ: عَمِّ، فَلَيْتَني … إذا كان لي اسماً كنتُ تحت الصّفائحِ
دَنَوْنَ وَأدْناهُنّ لي أنْ رَأيْنَني … أخَذتُ العصَا وابيَضّ لوْنُ المَسائحِ
فَقَدْ جَعَلَ المَفرُوكُ، لا نام لَيْلُهُ، … بحُبّ حَدِيثي وَالغَيُورِ المُشايِحِ
وَقَد كنتُ مِمّا أعرِفُ الوَحْيَ مَا لَهُ … رَسولٌ سوَى طَرْفٍ من العينِ لامحِ
وَقُلْتُ لِعَمْروٍ، إذْ مَرَرْنَ: أقاطعٌ … بهَا أنْتَ آثارَ الظّبَاءِ السّوَانِحِ
لَئِنْ سكَنَتْ بي الوَحشُ يَوْماً لطالَما … ذَعَرْتُ قُلُوبَ المُرْشِقاتِ المَلائحِ
لَقَدْ عَلِقَتْ بالعَبْدِ زَيْدٍ وَرِيحِهِ … حَماليقُ عَينَيها قَذىً غَيرُ بَارِحِ
وَمِنْ قَبْلِهَا حَنّتْ عَجوزُكَ حنّةً … وَأُختُكَ للأدنَى حَنِينَ النّوَائِحِ
تُبَكّي على زَيْدٍ، ولَمْ تَلْقَ مِثلَه … بَرِيئاً مِنَ الحُمّى صَحيحَ الجوَانِحِ
ولَوْ أنّهَا يا ابنَ المرَاغَةِ حُرّةٌ، … سَقَتْكَ بكَفّيْها دِمَاءَ الذَّرَارِحِ
وَلَكِنّهَا مَمْلُوكَةٌ عَافَ أنْفُهَا … لَهُ عَرَقاً يَهْمي بِأخْبَثِ رَاشِحِ
لَئنْ أنشدَتْ بي أُمُّ غَيلانَ أوْ رَوَتْ … عَليّ، لَتَرْتَدَّنّ مِنّي بِنَاطِحِ