إذا لم يرعَ عندكم الودادُ – مهيار الديلمي

إذا لم يرعَ عندكم الودادُ … فسيانِ القرابة ُ والبعادُ

عهودٌ يومَ رامة َ دارساتٌ … كما يتناوب الطللَ العهادُ

و أيمان تضيعُ بها المعاني … و تحفظها الأناملُ والعدادُ

تطيرُ مع الخيانة كلَّ جنبٍ … و حباتُ القلوبِ بها تصادُ

أمعترضٌ صدودكِ أمَّ سعدٍ … ببعض الشرَّ أم خلقٌ وعادُ

و عذلٌ فيك أوجعَ نازلٌ بي … أنا الملسوعُ والعذلُ العدادُ

و عبتِ وليس غيرُ الشيب شيئا … أذادُ له بعيبٍ أو أكادُ

و ما منى البياضُ فتجرميني … به ذنبا ولا منكِ السوادُ

بأيمنِ ملتقى الماءين دارٌ … لمرتادِ الهوى فيها مرادُ

وقفتُ ومسعدون معي عليها … ألا يا دارُ ما فعلتْ سعادُ

أقول لهم أعللُ فيكِ شوقي … و شيكا ينقعُ الظمأَ الثمادُ

خذوا من يومكم لغدٍ نصيبا … من الأطلالِ إنّ اليومَ زادُ

توقَّ الحبَّ تأمنْ كلَّ بغضٍ … فداؤك من ذوائك مستفادُ

يخوفني مكايده زماني … صغاركَ لا أحسُّ ولا أكادُ

و قدرتهُ إذا لم يعطِ بخلٌ … و غايته إذا أعطى نفادُ

فقل لبنيه لستُ إذاً أخاكم … بعادٌ بيننا أبدا بعادُ

أعان الله مسكينا رجاكم … فإن رجاءَ مثلكمُ جهادُ

رضينا من قبائلكم ببيتٍ … عمادُ المكرماتِ له عمادُ

بنى عبد الرحيم وكلُّ فخر … يفوت فباسم نسبتهم يفادُ

أعدْ ذكرَ التحية في أناسٍ … إذا بدءوا إليك يداً أعادوا

و قم واخطب بحمدك في ربوعٍ … وفودُ المجد عنها لا تذادُ

و مبتسمين يورى الملكُ منهم … جباها كلُّ واضحة ٍ زنادُ

رأوا حفظَ النفوسِ إذا استميحوا … و قد بخل الحيا بخلا فجادوا

فدى للمحسنين فتى علاهم … و ناشرها وقد درسوا وبادوا

دعيٌّ في السماح وليس منه … متى اعترف الندى بك يا زيادُ

دعِ العلياءَ يسحبها عريقٌ … بياضك يومَ نسبته سوادُ

يطولُ ركابهَ إن قام فيها … و يقصرُ عن مقلده النجادُ

أيا ابن عليًّ اعتقلتك منى ّ … يدٌ لم تدرِ قبلك ما العتادُ

عركتُ يدَ الخطوبِ وفيَّ ضعفٌ … فلنّ وهنّ أعباءٌ شدادُ

لذلك تستزاد الشمسُ نورا … و حبيك الذي لا يستزادُ

و حظك من جنى فكري ثناءٌ … يطول وطولهُ فيك اقتصادُ

إذا الشيءُ المعادُ أملَّ سمعا … تكرر وهو طيباً يستعادُ

فما خطبتْ بأبلغَ منه خاءٌ … و لا نطقتْ بأفصحَ منه ضادُ

ألا لا تذكرُ الدنيا بخيرٍ … فتى ً إلا وأنتَ به المرادُ

إذا حاز امرؤ تأييدَ نجلِ … أمدك من أبي سعد مدادُ

شبيهك والعلا منها اكتساب … و منها وهو أفضلها ولادُ

و كنتَ البدرَ تمَّ فزيدَ نجما … كما أوفى بغرته الجوادُ

فعشْ واذخره للعافين كهفا … و خيرُ ذخيرة ِ الجسم الفؤادُ