إذا كانَ عينُ الحبِّ ما ينتجُ الحبُّ – محيي الدين بن عربي

إذا كانَ عينُ الحبِّ ما ينتجُ الحبُّ … فما ثمَّ من يهوى ولا من له حبُّ

فإن التباسَ الأمر في ذاك بين … وقد ينتج البغضاءَ ماينتجُ الحبُّ

ولكنه معنى لطيفٌ محققٌ … يقومُ بسرِّ العبدِ يجهلهُ القلبُ

لأنَّ له التقليب في كلِّ حالة … به فتراه حيثُ يحمله الركبُ

وذو الحب لم يبرحْ مع الحب ثابتاً … على كل حالٍ يرتضيها له الحب

فإن كان في وصلٍ فذاكَ مراجهُ … وإن كان في هجرٍ فنارَ الهوى تخبو

شكورٌ لما يهواه منه حبيبُه … فليس له بعدٌ وليس له قرب

ولكنه يهوى التقرُّبَ للذي … أتته به الآمالُ إذ تُسدل الحُجُب

فيهوى شهودَ العين في كل نظرة … وما هو مستورٌ ويجهله الصَّب

فلو ذاقهُ علماً به وعلامة ً … له فيه لم يبرح له الأكلُ والشُّرب

ولكنه بالجهلِ خابت ظنونُه … فليس له فيما أفوه به شرب

فيطلبه من خارجٍ وهو ذاته … وينتظر الإتيان إنْ جادتِ السُّحبُ

فلا خارجٌ عني ولا فيّ داخل … كذاتي من ذاتي كذا حكمُهُ فاصبو

إليه فلا علمَ سوى ما ذكرتهُ … ولكنَّ صغيرَ القومِ في بيتهِ يحبو

فلو كان يمشي في الأورِ منفذاً … لما كان يعميه عن إدراكه الذَّنب