إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ – مهيار الديلمي

إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ … فصبرك إن قلتَ إني صبورُ

ستعلمُ كيف يطلُّ القتي … لُ بعد النوى ويذلُّ الأسيرُ

فإن كنتَ منتصرا فاستقدْ … بثأرك والعيسُ عجلى َ تثورُ

و إلاّ فلنْ جانبا للفراقِ … فما كنتَ أولَ جلدٍ يخورُ

ألا تسعداني بعينيكما … و ما كنتُ قبل الهوى أستعيرُ

فقد حار لحظيَ بين اثنتين … هوى منجدٍ وخليط يغورُ

ترى العينُ ما لا يراه الفؤادُ … فيقصدُ قلبي وطرفي يجورُ

وقفتُ وقد فاتني بالحمو … لِ غضبانُ ليلٍ سراه قصيرُ

عنيفٌ إذا ساقَ لم يلتفتْ … لساقٍ تطيحُ ومخًّ يريرُ

كفاه مع العيس حسنَ النشاط … حنينيَ في إثرها والزفيرُ

و لما تعيفتُ فاستعجمت … ميامنُ كانت بخيرٍ تطيرُ

و لم أدرِ والشكُّ ينفي اليقينَ … إلى أيَّ شقيْ طريقي أصيرُ

تنبهَ من هاجعاتِ الرياحِ … فدلَّ عليكم نسيمٌ عطيرُ

و خاطفَ عينيَ برقٌ تشا … مُ في حافتيهْ الطليَ والنحورُ

و في الظعن مشتبهاتُ الجما … ل تشقى بأعجازهنّ الصدورُ

حملنَ إلى قتلنا في الجفون … سيوفا حمائلهن الشعورُ

و قلدنَ دراً تحدينَ عنه … كأنّ قلائدهنَّ النحورُ

بكيتُ دماً يوم سفح الغويرِ … و ذاك لهم وهو جهدي يسيرُ

و من عجبِ الحبّ قطرُ الدما … ء من مقلتي وفؤادي العقيرُ

و ليلٍ تعلقَ فيه الصباحُ … فما يستسرُّ وما يستنيرُ

يعود بأولِ نصفه لي … إذا قلتُ كاد وجاء الأخيرُ

كأنّ سنا الفجر حيرانَ في … ه أعمى تقاعدَ عنه بصيرُ

نسيرُ به ونحطُّ الركابَ … و غيهبهُ جانح لا يسيرُ

كأنّ الثريا على جنحه … يدي من مقام الهوى تستجيرُ

سريتُ أشاورُ فيه النجومَ … و ما ليَ بالصبح فيها بشيرُ

إلى حاجة ٍ في العلا همتي … إليها تطول وحظي قصيرُ

و هل ينفعُ الرمحَ ما لم ينطْ … بكفَّ تطاعنُ نصلٌ طريرُ

عذيريَ من وجه الوقاحِ … و أين من المتجني عذيرُ

و من غدرِ أيامه العادياتِ … على أذمتْ عليه تغيرُ

ألم يكفها أنّ غصنَ الصبا … ذويو استردَّ الشبابَ المعيرُ

و لو نظرتْ حسنا لم تملْ … عليَّ وماليَ فيها نظيرُ

و مولى إذا أنا قلتُ احتكم … تفاحشَ يحبسني أو يحورُ

رماني وقال احترس من سواى … ليشعبَ قلبيَ منه الفطورُ

ألم يأتهِ أنه لا يج … سُّ غوري ولا يطبيني الغؤور

و أن حمى َ هبة ِ اللهِ لي … من الضيم لو رام صيمي مجيرُ

و من يعتصمْ بمعالي أبي … المعالي يبتْ كوكبا لا يغورُ

يبتْ للغزالة ِ من دونه … ذراعٌ قصيرٌ وطرفٌ حسيرُ

حمى سرحَ سودده أن يرا … عَ أشوسُ دون حماه هصورُ

و قام بنصرة إحسانه … فتى ً لا يخذلُ وهو النصيرُ

طليقُ المحيا إذا ياسروه … و جهمٌ إذا حاربوه عسيرُ

له خلقانِ من الماء ذا … كَ ملحٌ وهذا فراتٌ نميرُ

و طمعانِ إن طمعَ الحلوُ في … ه قام يدافعُ عنه المريرُ

إذا انتهكتْ للعلا حرمة ٌ … تنمرَ منه أبيٌّ غيورُ

و إن جئتَ محتلبا كفه … سقى من أوامك ضرعٌ درورُ

و فيَ بالسيادة لدنَ القضيبِ … و لم تتعاقبْ عليه العصورُ

و رشح عاتقه للنجادِ … و لم تلقَ أخرازه والسيورُ

حمولٌ قويمٌ قناة ِ الفقارِ … إذا ركعتْ للخطوبِ الظهورُ

رحيبُ الأضالعِ ثبتٌ إذا … تنفس من ضيقهن الضجورُ

غنيٌّ بأولِ آرائه … إذا ما استبدَّ فما يستشيرُ

سماتُ ابنِ عشرين في وجههِ … و في حلمه عشراتٌ كثيرُ

كريمٌ تفرع من أكرمي … نَ كورُ فخارهمُ لا يحورُ

وسومهمُ في جباهِ الدهو … ر بالعزَّ تبقى َ وتفنى َ الدهورُ

إذا مات منهم فتى ً فابنه … حياة ٌ لسؤدده أو نشورُ

بنى البيتَ لا ترتقى الفاحشاتُ … إليهِ ولو حملتها النسورُ

رفيعُ العمادِ ترى بيته … مكانَ ابتنى منكبيه ثبيرُ

تزالقُ عنه لحاظُ العيون … فترجعُ عن أفقهِ وهيْ زورُ

و لو لم يكنْ في العلوَّ السماءَ … لما طلعتْ منه هذي البدورُ

لنيرانهم في متونِ اليفاعِ … لحاظٌ إلى طارق الليل صورُ

مواقدُ تضرمُ بالمندليّ … و تنحرُ من حولهنَّ البدورُ

علاً شادها مجدُ عبد الرحيم … على خطة ٍ خطها أردشيرُ

فروعٌ لهمْ قلمُ الملك من … أصولٍ لهم تاجهُ والسريرُ

فداكم شقيٌّ بنعماكمُ … تلثمَ عجزا وأنتم سفورُ

له حين يبطشُ باعٌ أش … لُّ من دونكم وجناحٌ كسيرُ

ضعيفُ جناحِ الحشا بائحُ الل … ان بما ضمَّ منه الضميرُ

يغيض بأذرعكم فتره … و كيف ينالُ الطويلَ القصيرُ

تدورُ عليه رحى غيظهِ … بكم وعليكم تدورُ الأمورُ

على صدره حسدٌ أن غدتْ … بأوجهكم تستنيرُ الصدورُ

لكم كلّ يومٍ بما ساءه … بشيرٌ ومنكم إليه نذيرُ

فللسيف والسرجِ منكم فتى ً … أميرٌ وللدست منكم وزيرُ

و ليس له غيرَ عضَّ البنان … و ذمّ الزمان عليكم ظهيرُ

بكم وضحتْ سبلُ المكرماتِ … و بات سراجُ الأماني ينيرُ

و مالتْ إليَّ رقابُ المدي … حِ تصحبُ وهي عواصٍ نفورُ

و كان جبانا لسانُ السؤالِ … فأصبح وهو جريءٌ جسورُ

ملكتم نواصيَ هذا الكلام … فليس بهنَّ سواكم يطورُ

لذاك وأنتم فحولُ الرجا … ل يهواكم الشعرُ والشعر زيرُ

وهبتُ لساني وقلبي لكم … فيوما ودادٌ ويوما شكورُ

و أصبحتُ منكم فمن رامني … سواكم فذاك مرامٌ عسيرُ

لك الخيرُ إني فتى ً منك شمتُ … نداك فأسبلَ نوءٌ غزيرُ

و جوهرة لم تلدْ مثلها … على طول غوصيَ فيها البحورُ

و ربَّ ندى لك مستملحٌ … صغيرك عنديَ فيه كبيرُ

يطيبُ فأبصرتَ منه مكانَ … رضاي وغيرك عنه صبورُ

لئن قمتَ فيه بشرط الوفاء … على فورة ٍ لم يعقها فتورُ

فما كان أولَ ما يعجزو … ن عنه وأنت عليه قديرُ

و عنديَ من أمهات الجزاءِ … ولودٌ وأمُّ القوافي نزورُ

تزورك في كلّ يومٍ أغرَّ … بحقًّ من المدحِ ما فيه زورُ

أوانسُ جودك من كفئها … إذا أبرزتها إليك الخدورُ

و أمدحُ قوما ولكنني … إليك بما قلتُ فيهم أشيرُ