إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ – محيي الدين بن عربي
إذا رأيتُ وجوداً ما لهُ حدٌّ … أقبلتُ أعدو إليه وهو بي يعدو
فقالَ لي وهوَ من ذاتي يخاطبني … إنَّ الوجودَ الذي رأيتهُ فقدُ
فقلتُ: أنتَ معي فقال: أنت معي … كالفردِ يضربُ فيه عندنا الفردُ
لما رأيتُ وجودي لا يزايلني … علمتُ أنَّ وجودَ السيِّد العبد
بذا أتتْ في كتابِ الله صورته … الأمرُ للهِ منْ قبلُ ومنْ بعدُ
الحقُّ عندي معي بي وهوَ معتمدي … في كلِّ حالٍ إذا أروحُ أو أغدو
الجودُ يبغي وجودي فهوَ لي سندٌ … وما لنا منه في أعياننا بدّ
كمثلِ أسمائه الحسنى التي ثبتتْ … بالنصِّ يطلبها التقييدُ والعدُّ
إن العقولَ لتحصيها مفصلة … فيها الخلافُ وفيها المثلُ والضدُّ
كذلكَ الحكمُ في كوني فأما أنا … أثبتها فلها الإثباتُ والوجدُ
والحلم فينا الذي يعطي حقائقنا … الحلُّ والعقدُ والتليين والشدُّ
هوَ الذي لمْ يزلْ يخفي حقيقتهُ … بما هيّ اليومَ في أبصارِنا تبدُو
منهُ الأمورُ التي تشقى وتسعدُنا … أخرى ويشهدُ ذا الغيُّ والرشدُ