إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ – مهيار الديلمي

إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ … فكيفَ يُعابُ بالغدرِ الغواني

نسامحُ دهرنا العاصي علينا … ونطلبُ طاعة ََ الحدق الحسانِ

ونرجو الأمنَ حيثُ الأمنُ خوفٌ … ونحن نخافُ في دار الأمانِ

حبيبك من بني هذي الليالي … هما من طينة ٍ متصلصلانِ

وما لوناهما إلا وفاقٌ … وإن برزتْ لعينك صبغتانِ

تقلَّب لي صفاة ُ أخي فما لي … نكرتُ تقلُّبا في غصن بانِ

وأسلمني الصديقُ أخا وسيفا … فكيف بنصرِ مختضبِ البنانِ

أرى الإخوانَ حولي ملءَ عيني … وألقى الحادثاتِ بغير ثاني

وأفتقد الأحبّة َ ثم أرضى … كراهاً بالوقوف على المغاني

وأقلني يا زمانُ غلاطَ ظنّي … بأهلكَ فهو أبرحُ ما دهاني

ظهرتُ بآيتي في غير قومي … ولم أنظرْ بمعجزها أواني

وإلا فانتقم ما شئتَ منّى … سوى تعريضِ عرضي للهوانِ

أدال الله من عيني فؤادي … فكم أهوى على خُدع العيانِ

أرى صورا وشاراتٍ حساناً … مصايدَ للطَّماعة ِ والأماني

فأستذري بظلٍّ لم يسعني … وأستروي غماما ما سقاني

وذي قلبين قاسٍ يوم أشكو … وآخرَ عنده بعضُ الليانِ

صبرتُ على تلوّن شيمتيه … حمولا في البعادِ وفي التداني

وأشكر نبذهُ بالوصل حينا … وأعذرُ في الجفاءِ إذا جفاني

فأحسبُ عطفه يثنى بمدحي … فأغمزُ منه في جنبيْ أبانِ

توانى في العكوف عليه حزمي … وكان الحزمُ من قبل التواني

أناسئهُ الثناءَ ليوم عسري … وكم وجدَ القضاءَ فما قضاني

ألا ليتَ شعري عن غريمي … لمن ذخر القضاءَ إذا لواني

وكيف يسرُّه بعدي خليلٌ … إذا هو ملَّ قربي واجتواني

قد اصطلح الرجالُ على التجافي … وقد نُسيَ التعاطفُ والتحاني

سوى بيتٍ طنوبُ المجد فيه … مطنَّبة ٌ بأسباب متانِ

بنى عبد الرحيم به فأرسى … وشادَ بنوه بانٍ بعدَ باني

إذا غربتْ به للفضلِ شمسٌ … تمكَّن في المطالعِ فرقدانِ

ولم يك كالوزير ولا أخيه … ولا أخويهما ذخرٌ لقاني

وأشرق من كمال الملك بدر … ليالي تمِّهِ سعدُ القرانِ

تحالفت العلا وأبو المعالي … إذا الأسماءُ حالفتِ المعاني

تعثَّرت الجيادُ وراء جارٍ … مسلِّمة ً له قصبَ الرِّهانِ

زليق اللِّبدِ مقطوع الأواخي … غضيض السرج مخلوع العنانِ

…………..إلى الرزايا … له والجامحات إلى الحرانِ

تكفَّلَ بالسياسة ألمعيٌّ … مليٌّ يومَ يضمن بالضمانِ

وقام ……………. … يجد وطالب الحاجات واني

إذا خفقتْ بما ضمنتْ قلوبٌ … توقَّد في حشاه الخافقانِ

شجاعٌ يومَ يركبُ للمعالي … وظهرُ الذلِّ من قعدِ الجبانِ

أعينَ الملكُ منه بجنبِ طودٍ … ظليلِ الذيلِ مستنِّ الرِّعانِ

مضت آراؤه فيه نفاذا … نفاذَ السمهريّة في الطعان

إذا أوت الأمورإليه بانت … محاماة ُ المعين عن المعانِ

وقال فقال فصلا في زمان … يكون العيُّ فيه من البيانِ

توحّدَ في الكمال فلم يعزَّزْ … بقوّة ِ ثالثٍ وبنصرِ ثاني

وصُدِّقَ ما ادعى الغالون فيه … فما أحدٌ غلا فيه بجاني

كأنّ حديثَ من يُثني عليه … حديثُ القينْ عن نصلٍ يماني

وزُوّجتِ الوزارة ُ من أخيه … ومنهُ بعدُ نعمْ الكافلانِ

إذا قعدا فمجلسُها عرينٌ … يذود الضيمَ عنه ضيغمانِ

وإن قاما إباءً فهى سرحٌ … معرٌّ نام عنه الراعيانِ

يرافدُ ذاك في العزمات هذا … رفادَ السيف أُيِّدَ بالسنانِ

ألا أبلغ كمالَ الملك عنّى … وإن يك حيث يسمع أو يراني

رسالَ مطلقٍ في الناس لكن … عليه من القطيعة ذلُّ عاني

حفاظك ذاك من ألهاك عنه … وقلبك بعدَ حبّك لمَ قلاني

ومن عدَّى عوائدك اللواتي … ترادفُ بين بكرٍ أو عوانِ

يواصلني سماحُ يديك منها … بأوسعِ ما تجود به يدانِ

فعاد النقدُ لي منها ضمانا … وصار الإهتمامُ إلى التواني

أُعيذك أن تصيبك فيَّ عين … وأوخذ في وفائك من أماني

وأن أُنسى وعندك باعثاتٌ … على حقّي ومُذكرة ٌ بشاني

خوالدُفي الصحائف باقياتٌ … لمجدكمُ على الحقبِ الفواني

لها سرُّ الصدور إذا حوتها … وفي الآذان إعلانُ الأذانِ

يُزرنَك يمتطينَ من التهاني … سليس الرأس منقادَ الجِرانِ

إذا سمحتْ برسم العيدِ جاءتْ … مطالبة ً برسم المهرجانِ

بقيتُ لرصفها فتغنَّموني … بقاء الخمرِ في نصفِ الدنانِ

وقد كثر المديحُ وقائلوه … ولكنْ من يسدُّ لكم مكاني