إذا خَفَقَ النجم السعيدُ بشرقه – محيي الدين بن عربي
إذا خَفَقَ النجم السعيدُ بشرقه … يقول لسانُ الحالِ منه بلا امترا
تأملْ حجاباً كان قد حال بيننا … له مكنة ٌ تسمو على ظاهرِ السوا
خِزانة ُ أسرارِ الإله وغيبُه … ومنبعُ اسرارٍ تراءَتْ لذي حجى
ركضنا جياد العزمِ في سَبسَبِ التقى … وقد سترتْنا غيرة ُ فحمة الدُّجى
وأُبنا بما يُرضي الصَّديقَ فلو ترى … ركائبُنا للغب تنفخُ في البُرى
غلوتُ على نجبٍ من السمرِ ضمرَّ … رقيتُ بها حتى ظهرتْ لمستوى
وعاينتُ من علمِ الغيوب عجائباً … تصانُ عن التذكارِ في رأي من وعى
فمِنْ صادحاتٍ فوق غُصنِ أراكة … يهجن بلابيلَ الشجيِّ إذا دعا
ومن نيراتٍ سابلاتٍ ذؤابُها … أفيضوا علينا النور من قَرصَة ِ المهى
ومن نقرِ أوتارٍ بأيدي كواعبٍ … عذات الثنايا طاهراتٍ من الخَنا
ومن نافثاتِ السِّحر في غسقِ الدجى … عسى ولعلَّ الدهر يسطو بهم غدا
وقد علموا قطعاً إصابة َ نفثهِ … لكلِّ فؤادٍ ذلَّ عن طرقِ الهدى
دخلتُ قبورَ المؤمنينَ فلم أجد … سوى الحُورِ والوِلدان في جنة ِ الرضى
فقلتُ هنيئاً ثم جُزتُ ثمانيا … من المنزلِ الأدنى لسدرة منتهى
وقصَّ جناحُ الرَّيبِ من عين مُبصر … وفضَّ ختامُ المسك في سُجة الضحى
فيا ليت أن لا أبصر الدهر واحداً … أُسِرُّ به إلا انقلبت على زكا
ولما لحظتُ العلم ينهضُ عُنوة … على نجبِ الأوراقِ أيقنتُ بالبقا
وقلتُ لفتيانِ كرامٍ انزلوا … على المسجد الأقصى إلى كعبة ِ الدما
وقوموا على بابِ الحبيبِ وبلغوا … رسالة َ مَنْ لو شاء كان ولا عنا
فقاموا ونادوا بالحبيبِ وأهله … سلامٌ على أهلِ المودَّة ِ والصفا
سلامٌ عليكم منكم إن نظرتم … بعين مسوّى بين من طاع أو طغى
فقام رئيسُ القومِ يبتدرونهُ … رجالٌ أتت أجسامهم تسكنُ العلى
وقال عليكم مثلُ ما جئتم به … فقام خبيرُ القومِ يمنحني القرى
ألا فاسمعوا قولي دعُوا سِرَّ حكمتي … وهذا دعائي فاستجيبوا لمن دعا