إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله – محيي الدين بن عربي
إذا جاءتِ الأسماء يقدمُها الله … فعظمه بالذكرى وقلْ قلْ هوَ اللهِ
ألا إنه الرحمنُ في عرشهِ استوى … ولو كان ألفُ اسم فذاك هو الله
وقالوا لنا باسمِ الرحيمِ خصصتمُ … بآخرة ٍ فانظر تجدْه هو الله
ركنتُ إلى الاسمِ العليمِ لأنني … عليمٌ بما قد قال في العالم الله
يرتب أحوالي الحكيم بمنزلٍ … يويدني فيهِ وجودٌ هوَ اللهُ
أتتني كراماتٌ فقلت من اسمه الـ … ـكريمُ أتاني في وجودي بها الله
إذا عظموني بالعظيم رأيتهم … أخلاءَ وداً اصطفاهمْ لهُ اللهُ
لقدْ قامَ بالقيومِ عالٍ وسافلٌ … إليه التجاء الخلقِ سبحانه الله
وقد نص فيه إنه الأكرم الذي … إليه مَرَدُّ الأمرِ والكافل الله
ألا إنني باسمِ السلامِ عرفتهُ … وقد قيلَ لي أنّ السلامَ هوَ اللهُ
رجعتُ إليه طالباً غَفْر زلتي … فراجعني التوابُ إني أنا اللهُ
وناداني الربُّ الذي قامني به … أجبتكَ فيما قدْ سألتُ أنا اللهُ
إذا جاءني الوهابُ ينعم لا يرى … جزاءً على النعماءِ ذلكمُ الله
فكنْ معهُ تحمدْ على كلِّ حالة ٍ … ولا تخف الأقصاءَ فالأقرب الله
لقد سمع الله السميعَ مقالتي … بأني عبدٌ والسميع هو الله
إذا ما دعوتُ الله صِدقاً يقول لي … مجيبٌ أنا فاسألِ فإني أنا اللهُ
أنا واسعٌ أعطى على كلِّ حالة ٍ … كفورٌ أو شكَّاراً لأني أنا الله
فقلت له أنت العزيزُ فقال لي: … حمايَ منيعٌ فالعزيزُ هوَ اللهُ
عجبتُ لهُ منْ شاكرٍ وهوَ منعمٌ … ومنْ يشكرِ النعماءَ ذاكَ هوَ اللهُ
هو القاهر المحمودُ في قهر عبده … ولولا نزاعُ العبدِ ماقالهُ اللهُ
وجاء يصلي إذ علمنا بأنه … هوَ الآخرُ الممتنُّ والآخرُ اللهُ
هو الظاهر المشهودُ في كلِّ ظاهر … وفي كلِّ مستورٍ فمشهودك اللهُ
لهُ الكبرياءُ السارُّ في كلِّ حادثٍ … فلا تمترِ إنَّ الكبير هو الله
ويعلمُ ما لا يعلم إلا بخبرهِ … لذا قال حيّ فالخبير هو الله
ومنْ ينشئ الأكوانَ بدءاً وعودة ً … فذاكَ قديرٌ والقديرُ هوَ اللهُ
ومنْ يرني أشهدُ لنفسي بأنهُ … بصيرٌ يراني والبصيرُ هوَ اللهُ
يبالغ في الغفرانِ في كلِّ ما يرى … منَ السوءِ مني فالغفورُ هوَ اللهُ
يبالغ في شُكري إذا كنت عاملاً … ولا فعل لي إنَّ الشكورَ هو الله
إذا ستر الغفارُ ذاتك أن ترى … مخالفة ً فاشكرهُ إذْ عصمَ اللهُ
وما قهر القهارُ إلاَّ منازعاً … بدعواهُ لا بالفعلِ والفاعلِ اللهُ
وما ذكرَ الجبارُ إلا منْ أجلنا … ليجبرنا في الفعلِ والعاملِ اللهُ
نزولٌ من أجلي كونهُ متكبراً … بآلة تعريفٍ وهذا هو الله
بآلة ِ عهدٍ قلت فيه مصوّرٌ … لنا فيهِ والأرحامُ إذْ قالهُ اللهُ
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه … لمنْ يطلبُ الإصلاحَ فالمحسنُ اللهُ
بمقتدرٍ أقوى على كلِّ صورة ٍ … أريد بها فعلاً ليرضى بها الله
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ قدْ خلقَ البرا … وأنشأ منه الناسَ فالبارىء الله
وكلُّ عليٍّ في الوجودِ مقيَّدٌ … سوى من تعالى فالعليُّ هوَ اللهُ
وكلُّ ولي ما عدا الحق نازلٌ … فليس ولياً فالوليّ هو الله
لنا قوة ٌ من ربنا مستعارة ٌ … فنحنُ ضعافٌ والقويُّ هوَ اللهُ
ولا حيَّ إلا منْ تكون حياتهُ … هويته والحيُّ سبحانه الله
فعيلٌ لمفعولٍ يكون وفاعلٌ … كذا قيل لي إنَّ الحميدَ هو الله
يمجدهُ عبدُ الهوى في صلاتهِ … على غيرِ علم والمجيدُ هو الله
تحببْ لي باسم الودودِ بجودِه … فأثبتَ عندي جودَه أنهُ اللهُ
لجأتُ إليهِ إنه الصمدُ الذي … إليه التجاءُ الخلقِ والصَّمَدُ الله
وما أحد تعنو له أوجه العُلى … سواه كما قلناه والأحد الله
هو الواحد المعبود في كلِّ صورة … تكون له مجلى فذلكم الله
أنا أوَّلٌ في الممكناتِ مقيدٌ … وإطلاقها ألله فالأول الله
أقولُ هوَ الأعلى ولكنْ لغيرِ منْ … وإنْ قلت من فافهم كما قاله الله
هوَ المتعالي للذي جاء منْ ظما … وجوعٍ وسقيمٍ مثلّ ما قالهُ اللهُ
يقدِّرُ أرزاقاً ويوجدها بنا … كما جاءَ في الأخبارِ فالخالقُ اللهُ
وإن جاء بالخلاقِ فهو بكوننا … كثيرين بالأشخاصِ والموجد الله
ولا تطلب الأرزاقُ إلا من الذي … تسميهِ بالرزاقِ ذلكمُ اللهُ
هو الحقُّ لا أكني ولستُ بملغزٍ … ولا رامزٍ والحقُّ يعلمهُ الله
لقد جاءني حكم اللطيفِ بذاته … وإن كان من أسمائه فهو الله
رؤوفٌ بنا والنهيُ عن رأفة ٍ يكنْ … بحاكمنا في الزانِ إنْ حده اللهُ
عفوٌّ بإعطاءِ القليلِ وإنْ يكن … بحاكمنا في الزانِ إنْ حدَّه اللهُ
… كثيراً سواءً هكذا نصهُ اللهُ
إذا جاءك الفتاح أبشر بنصره … وإنك مدعوٌّ كما حكم الله
فإنَّ لهُ حكمَ المتانة ِ في الورى … وأنت رقيقٌ فالمتينُ هو الله
وأنت خفي في ضنائن غيبه … ولستَ جلياً فالمبينُ هو الله
تأملْ إذا ما كنتَ باللهِ مؤمناً … منَ المؤمنُ الصديقُ فالمؤمنُ اللهُ
ولاتختبر حكمَ المهيمن إنه … شهيد لما قد كان والشاهد الله
جلاه لنا من باطن الأمر حكمه … هوَ الباطنُ المجهولُ فالمدرك اللهُ
يشاهد في القدّوس في كلِّ حالة … أكونُ عليها فالشهيدُ هوَ اللهُ
شديدٌ إذا يُدعى المليكُ بحكمه … على خلقهِ فانظره فالحاكمُ اللهُ
كما هو إنْ نكرته وأزلته … عنِ الياء فأقصرهُ تجد هوَ اللهُ
وكبرهُ تكبيراً إذا ما ذكرتنا … بهِ حاكمُ اللهِ والأكبرِ اللهُ
وما عزَّ منْ يفنيهِ برهانُ فكرهِ … وقدْ عزَّ عنهُ والأعزُّ هوَ اللهُ
هوَ السيدُ المعلومُ عندَ أولي النهى … وجاءتْ بهِ الأنباءُ والسيدُ اللهُ
إذا قلت سُبُّوحٌ فذلكم اسمه … لما كان من تنزيهكم وهو الله
كما هو وتر للطلابِ بثاره … لكلِّ شريكٍ يدعي أنهُ اللهُ
وقلْ فيه محسانٌ كما جاءَ نصهُ … بألسنة ِ الأرسالِ فالمحسنُ اللهُ
جميلٌ ولا يهوى من أعجب ما يرى … فقالَ لي المجلى الجميلُ هوَ اللهُ
ولما علمنا بالبراهينِ أنهُ … رفيق بنا قلنا الرفيقُ هو الله
لقد جاءني باسم المسعر عبدُه … محمد المبعوثُ والمخبرُ الله
وفي قبضة ِ الرحمنِ كانتْ ذواتنا … معَ الحدثِ المرثيِّ والقابضُ اللهُ
ويبسطُنا عند الكثيبِ لكي نرى … على جهة الانعام فالباسطُ الله
كما أنهُ الشافي لسقم طبيعتي … كما جاءَ يشفني وإنْ أسقمَ اللهُ
كما أنه المعطى الوجودَ وما له … منَ الحقِّ خلقاً هكذا قالهُ اللهُ
ولما أتى داعي المقدّم طالباً … تقدمَ منْ يدعو منَ العالمِ اللهُ
ومنْ حكمهِ باسمِ المؤخرِ لمْ أكنْ … على حكمه الهادي كما قد قضى الله
… على كلِّ شيءٍ منه يعلمه الله
فهذا الذي قدْ صحَّ قدْ جئتكمْ بهِ … وقدْ قالتِ الحفاظُ ما ثمَّ إلا هو
ونعني به في النقل إذ كان قد روتْ … بأنَّ لهُ الأسماءَ منْ صدقِ دعواهُ
وقيدها في تسعة ٍ لفظهُ لنا … وتسعينَ منْ أحصاها يدخلُ مأواهُ
وما هوَ إلا جنة ٌ فوقَ جنة ٍ … على درج الأسماء والخلد مثواه