إذا بدا علمُ الأحوالِ يسبقُ – محيي الدين بن عربي
إذا بدا علمُ الأحوالِ يسبقُ … إليهِ والسحبُ بالأمطارِ تندفقُ
فما ترى عِلماً إلا رأيتَ سَنا … ولا مضى طبقٌ إلا أتى طبقُ
الأمرُ مشتركٌ في كلِّ معتركٍ … فما انقضتْ علقٌ إلا بدتْ علقُ
إذا رأيتَ الذي في الغيبِ من عجبٍ … رأيتَ نورَ وجودِ الحقِّ ينفتقُ
عليك من خلف سترٍ أنت وافره … وعنده تبصر الأسرارَ تستبق
إليهِ وهيَ مع الإتيانِ فانية ٌ … عنها وعنه وهذا كيف ينفق
لذاكَ قلنا بأنَّ الأمرَ مشتركٌ … ما بيننا ولهذا عمنا القلق
فالكلُّ في قلقٍ لا يعرفونَ لما … لأنَّ بابَ وجود العلم منطبق
ضاعت مقاليدُه لذاتها فلذا … واللهُ قدْ رجحَ التقليدَ حينَ شقوا
بالفكر في نيلِ علمٍ لا يكون لهم … ولوْ يكونُ مفاتيحاً لما وثقوا
فسلم الأمر إنّ الأمر مرجعه … إلى عمى ً وإليهِ الكلُّ قدْ خلقوا
حرنا وحاروا فخذْ علماً منحتكهُ … وكنْ ذريبته تحظى بكَ الفرقُ
ولا تخفْ إنهم في كلِّ آونة … في شبهة حكمها لنفسها الفرق
تردهمْ لمحلِّ الفكرِ فهيَ لهمْ … تارٌ تحرقهمْ فالكلُّ محترقُ
هم المسمونَ إنْ حققتَ إمعة ً … كنعتِ خالقهمْ فاصدقْ كما صدقوا
وكنْ بهم نائباً عنهمُ فلبهمُ … غضٌّ جديدٌ ولبسي دونهمْ خلقُ
ولا تسابقْ سوى الحرباء إنَّ لها … حالَ الوجودِ ورياً مسكها عبقُ