أُميّة ُ غوري في الخمول وأنجدي – حيدر بن سليمان الحلي

أُميّة ُ غوري في الخمول وأنجدي … فما لكِ في العلياء فوزة ُ مَشهدِ

هبوطاً إلى أحسابكم وانخفاظها … فلا نسبٌ زاكٍ ولا طيبُ مَولدِ

تطاولتموا لا عن علا فتراجعوا … إلى حيث أنتم واقعدوا شر مقعد

قديمكم ما قد علمتم ومثلهُ … حديثكم في خزيه المتجدّد

فماذا الذي أحسابكم شرفت به … فاصعدكم في الملك أشرف مصعد

صلابة ُ أعلاكِ الذي بللُ الحيا … به جف أم في لين أسفلم الندى

بني عبد شمسٍ لاسقى الله جُفرة ً … تصمك والفحشاء في شر ملحد

ألما تكوني من فجورك دائماً … بمِشغلة ٍ عن غصب أبناء أحمد

وراءك عنها لا أبا لك إنما … تقدمتها لاعن تقدم سؤدد

عجبتُ لمن في ذِلّة النعل رأسُه … به يترآى عاقداً تاج سيد

دعوا هاشماً والفخر يعقد تاجَهُ … على الجبهات المستنيرات في الندي

كريمُ أبي شمَّ الدنيَّة أنفُه … إليكم إلى وجه من العار أسود

يُرَشّحُ لكن لا لشيء سوى الخنا … وليدكم فيما يروحُ ويغتدي

وتترف لكن للبغاء نساؤكم … فيدنس منها في الدجى كلّ مرقد

ويسقى بماء حرثكم غير واحد … فكيف لكم ترجى طهارة مولد

ذهبتم بها شنعاءَ تبقى وصومها … لأحسابكم خزياً لدى كل مشهد

فسل عبد شمس هل يرى جرمَ هاشم … إليه سوى ماكان أسداه من يد

وقل لأبي سفيان ماأنت ناقم … أأمنك يوم الفتح ذنب محمد

فكيف جَزيتم أحمداً عن صنيعه … وكم لكم داسوا عرينة مُلبد

غداة ثنايا الغدر منها إليهم … تطالعتموا من أشئم إثر أنكد

بعثتم عليهم كلَّ سوداءَ تحتها … دفعتم إليهم كل فقماء مؤيد

ولا مثل يوم الطف لوعة واجد … وحرقة ُ حرّانِ وحسرة مُكمد

تباريح أعطين القلوب وحبيبها … وقلن لها قومي من الوجد واقعدي

غداة ابن بنت الوحي خر لوجهه … حياضَ الردى لا وقفة المتردّدِ

درت آل حرب أنها يوم قتله … فموتُ أخي الهيجاء غير موسّد

وان أكلت هندية البيض شلوه … فلحمُ كريم القوم طعمُ المهنّد

وإن لم يشاهد قتله غير سيفه … فذاك أخوه الصدق في كلّ مشهد

لقد مات لكن ميتة ً هاشمية ً … لهم عُرفت تحت القنا المتقصّد

… فاشمَمه شوك الوشيج المُسدّد

وقال قفي يا نفسُ وقفة َ واردٍ … من الموت حيثُ الموت منه بمرصد

فآثر أن يسعى جمرة الوغى … برجلٍ ولا يُعطي المقادة عن يد

قضى ابن علي والحفاظ كلاهما … فَلَست ترى ما عِشتَ نهضة َ سيّد

ولا هاشميَّاً هاشماً أنفَ واترٍ … لدى يوم روع بالحسام المهند

لقد وضعت أوزارها حربُ هاشم … وقالت قيام القائم الطهر موعدي

إمام الهدى سمعاً وأنت بمسمع … عتاب مثير لا عتاب مفند

فداؤك نفسي ليس للصبر موضع … فتُغضي ولا من مِسكة ٍ للتجلّد

أتنسى وهل يَنسى فعالَ أُميّة ٍ … أخو ناظر من فعالها جد أرمد

وتقعد عن حرب وأيُّ حشاً لكم … عليهم بنار الغيظ لم تتوقد

فقم وعليهم جرد السيف وانتصفت … لنفسك بالعضب الجراز المجرد

وقم أرهم شُهبَ الأسنّة ِ طُلّعاً … بغاشية من ليل هيجاء أربد

فكم ولجوا منكم مغارة أرقم … عِناداً ودقّوا منكم عنقَ أضيد

فلا نَصفَ حتى تنضحوا من سيوفكم … على كل مرعى من دماهم مورد

ولا نصف إلا أن تقيموا نساءهم … سبايا لكمن في محشد بعد محشد

وأُخرى إذا لم تفعلوها فلم تَزِل … حزازاتُ قلب الموجع المتوجّد

تبيدونهم عطشى كما قتلوكم … ضماءً قلوب حرُّها لم يُبرّد