أُبِثُّكُمُ أَنِّي مَشُوقٌ بِكُمْ صَبُّ – سبط ابن التعاويذي
أُبِثُّكُمُ أَنِّي مَشُوقٌ بِكُمْ صَبُّ … وأنَّ فؤادي للأسى بعدكُمْ نَهْبُ
تَنَاسَيْتُمُ عَهْدِي كَأَنِّي مُذْنِبٌ … وَمَا كَانَ لِي لَوْلا مَلالُكُمْ ذَنْبُ
أَدْنَى مَحَلَّتَهَا عَلَى … شَحْطِ کلْمَزَارِ وَقَرَّبَا
وقد كنتُ أرجو أن تكونوا على النَّوى … كما كنتمْ أيّامَ يجمعُنا القُرْبُ
أهلاً بمنْ أدناهُ لي … طَيفُ الخيالِ ومرحبا
زارَتْ على عجَلٍ كما … خطرَتْ على الرَّوضِ الصَّبا
وقد كانتِ الأيّامُ سِلْمي وشَملُنا … جميعٌ فأمسَتْ وهْيَ لي بعدَها حرْبُ
أَمْسَى عَلَى مَا كَانَ مِنْـ … وَلَثَمْتُ عَذْباً أَشْنَبَا
فيا من لقلبٍ لا يُبَلُّ غَليلُهُ … وأجفانِ عينٍ لا يَجِفُّ لها غَرْبُ
حظَرْتُ عليها النومَ بعدَ فِراقِكُمْ … فَمَا يَلْتَقِي أَوْ يَلْتَقِي کلْهُدْبُ وَکلْهُدْبُ
بَاتَتْ مُجَاجَتُهُ أَرَقَّ … مِنَ کلْمُدَامِ وَأَعْذَبَا
وِبِکلْقَصْرِ مِنْ بَغْدَادَ خَوْدٌ إذَا رَنَتْ … لَواحِظُها لم يَنْجُ من كَيدِها قلْبُ
كَعابٌ كَخُوطِ البانِ لا أرضُها الحِمى … ولا دارُها سَلْعٌ ولا قومُها كَعْبُ
مُنعَّمة ٌ غيرُ الهَبِيدِ طعامُها … ومنْ غيرِ أَلْبانِ اللِّقاحِ لها شُرْبُ
جَانٍ إذَا عَاتَبْتُهُ … فِيمَا جَنَاهُ تَعَتَّبَا
وَلاَ دُونَها بيدٌ يُخَاضُ غِمَارُهَا … قِفارٌ ولا طَعنٌ يُخافُ ولا ضَربُ
محَلَّتُها أعلا الصَّراة ِ ودارُها … على الكَرْخِ لا أعلامُ سَلْعٍ ولا الهَضْبُ
… إذَا نُسِبَتْ آبَاؤُهَا کلتُّرْكُ
… ـلْبِي بِکلسُّلُوِّ لَهُ أَبَا