أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟ – محمود سامي البارودي

أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟ … أو لم يكفِ أنًّنى ذُبتُ عِشقا ؟

لَم تَدَع مِنِّى الصَبابَة ُ إلاَّ … شَبَحاً شَفَّهُ السَقامُ فَدقَّا

ودُموعاً أسالَها الوَجدُ حَتَّى … غَلَبَتْ أَدْمُعَ الْغَمَامة ِ سَبْقَا

فَتَصدَّقْ بِنَظْرَة ٍ مِنْكَ تَشْفِي … داءَ قَلْبٍ مِنَ الْغَرَامِ مُلَقَّى

كانَ أبقى مِنهُ الغرامُ قَليلاً … فَأذَابَ الصُّدُودُ مَا قَدْ تَبَقَّى

لا تَسلنِى عَنْ بَعضِ ما أنا فيهِ … مِن غَرامٍ ، فلستُ أملِكُ نُطقا

سَلْ إِذَا شِئْتَ أَنْجُمَ اللَّيْلِ عَنِّي … فَهى َ أدرَى بِكلِّ ما بِتُّ ألقَى

نَفَسٌ لاَ يَبِينُ ضَعْفاً، وَجِسْمٌ … سارَ فيهِ الضَنى ، فأصبَحَ مُلقَى

فَتَرفَّق بِمُهجة ٍ شَفَّها الوَج … ـدُ، فَذَابَتْ، وَأَدْمُعٍ لَيْسَ تَرْقَا

إِنْ يَكُنْ دَأْبُكَ الصُّدُودَ فَقَلْبِي … عَنْكَ رَاضٍ، وَإِنْ غَدَا بِكَ يَشْقَى

فَعليكَ السلامُ مِنِّى ؛ فَإنِّى … مُتُّ شَوْقاً، وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى