أَيُّ رُزْءٍ دَهَاكَ يَا سَمْعَانُ – خليل مطران

أَيُّ رُزْءٍ دَهَاكَ يَا سَمْعَانُ … هُزَّ مِنْ هَوْلِ وَقْعِهِ لُبْنَانُ

وَتَلَقَّتْ أَنْبَاءهُ مِصْرُ وهْناً … فَهي وَلْهَى وَمَا لَهَا سُلْوَانُ

يَعْلَمُ اللهُ مَا تَحَمَّلَهُ آلُكَ … فِي المَرْبَعَيْنِ وَالإِخْوَانُ

فَدَحَ الأَمْرُ فِي الفَتَى البَاسِطِ الكَفِّ … وَفِي العَفِّ قَلْبُهُ وَاللِّسَانُ

فِي عَزِيزٍ بَنَى مِنَ الجَاهِ صَرْحاً … لَمْ يُطَاوِلْ بُنْيَانَهُ بُنْيَانُ

نَالَ مَا شَاءَ مِنْ مُنىً وَتَنَحَّى … عَنْ طِرَادٍ فِي شَوْطِهِ الأَقْرَانُ

ذَاكَ إِنْ كَانَ بِالإِجَادَةِ … وَالجُودِ وَلُوعاً وَدَأْبُهُ الإِحْسَانُ

كُلُّ فِعْلٍ لِلْخَيْرِ سَاهَمَ فِيهِ … وَأَجَابَ الدُّعَاةَ أَيّاً كَانُوا

لَيْسَ بِدْعاً وَقَدْ تَوَى أَنْ يُعَ … زى كُبَرَاءُ البِلادِ وَالأَعْيَانُ

عُدِمُوا رِزْقَهُمْ وَأَقْسَى عَلَيْهِمْ … عَطْفُهُ يَعْدِمُونَهُ وَالحَنَانُ

فِي الزَّمَانِ القَرِيبِ وَاحَرَّ قَلْباً … أَيْنَ أَمْسَى فِي الغَيْبِ ذَاكَ الزَّمَانُ

كَانَ قَوْمُ أَحَبَّهُمْ وَأَحَبُّوهُ … وَصَانَ العَهْدَ الوَثِيقَ وَصانُوا

إِنْ أَلَمَّتْ بِهِمْ نَوَازِلُ مِمَّا … عَزَّ فِيهِ النَّصِيرُ وَالمِعْوَانُ

لا يَقُولُونَ مَنْ فَتَاهَا وَسَمْعَانُ … فَتَاهَا المُرَجَّبُ اليَقْظَانُ

عَجِزُوا اليَوْمَ عَنْ فِدَاءٍ وَمَا … أَغْنَى الوَفَاءَ البُكَاءُ وَالأَشْجَانُ

آهِ مِمَّا تَبُثُّهُ الأَيْمُ الدَّامِيَةُ … القَلْبِ وَالأَبِ الثَّكْلانُ

وَالبَنُونَ الأَولى هُمُ العَوَضُ … الغَالِي تُرَجيهُ بَعْدَهُ الأَوْطَانُ

مِنْ بَنَاتٍ مُثَقَّفَاتٍ وَأَبْنَاءٍ … كَأَزْكَى مَا يَنْبُتُ الفُتْيَانُ

أَيُّهَا الجَازِعُونَ صَبْراً فَمَا … يَنْفَعُ إِلاَّ التَّسْلِيمُ وَالإِذْعَانُ

لَكُمُ اللهُ وَهْوَ خَيْرُ وَلِيٍّ … وَلِمَنْ عَاجَلَ القَضَاءَ الجَّنَانُ

أَقْرَضَ اللهَ كُلَّ قَرْضٍ جَمِيلٍ … فَجَزَاهُ أَضْعَافَهُ الرَّحْمَنُ