أَيُّ بُشْرَى حَمَّلْتُموهَا الْكِتَابَا – خليل مطران

أَيُّ بُشْرَى حَمَّلْتُموهَا الْكِتَابَا … جَاءَنِي دَاعِياً فَكُنْتُ الجَّوَابَا

شَرْفاً لِلْنُّبُوغِ حَيْثُ يَحْيَا … كَيْفَ وهْوُ النُّبُوغُ حُرّاً لُبَابَا

إِنَّكُمْ يُوْمُ تُكَرِّمُونَ حُسَيْناً … تُكَرِّمُونَ الأَخْلاَقَ وَالآدَابَا

فِي هُمَامٍ جَازَ الكُهُولَةَ عَقْلاً … وَاخْتِبَاراً وَمَا تَخَطَّى الشَّبَابَا

يُحْكِمُ الرَّأْيَ في تَصَرُّفِهِ غَيْرِ … مُبَالٍ لُوْ سِيمَ فِيهِ العَذَابَا

مَانَهَاهُ الضَّميرُ إِلاَّ تَنَاهَى … أَوْ دَعَاهُ الحِفَاظُ إِلاَّ أَجَابَا

َأوْدَعَتْ مِصْرُ سِرَّهَا فِيهِ فَانْظُرْ … كَيْفَ حَازَ الوَدَادَ وَالإِعْجَابَا

وَقَلِيلٌ فِي الصَّادِقِينَ الَّذِي … يَسْتَكْثِرُ الأَصْدِقَاءَ وَالأَصْحَابَا

فَإِذَا مَا خَلاَ إلى مَنْ يُوَالي … شَقَّ عَنْ أَلْطَفِ الخِصَالِ الحِجَابَا

يَمْلأُ الْمَجْلِسَ احْتِشَاماً وَظَرْفاً … وَوِقاراً وَرِقَّةً وَدُعَابَا

فَطِنٌ يَشْرَحُ الصُّدُورَ بِمَا يُهْدِي … إِلَيْهَا ويَفْتُنُ الأَلْبَابَا

بِأَحَادِيثَ لاَ يَزُدْنَكَ إِلاَّ … ظَمَأً أَوْ نزاد مِنَهَا شَرَابَا

أَيُّ أُنْسٍ فِي كُلٍّ نَفْسٍ إِذَا … خَالَطَهَا كَانَ فِعْلُهُ خَلاَّبَا

لَيْسَ بُدْعاً وَذَاكَ وَصْفُ حُسَيْنٍ … أَنْ يُغَنَّى بِذِكرِهِ إِطْنَابَا

ويَحْيَا في كُلِّ قَوْمٍ وَيَلْقَى … حَيْثُ حَلَّ التَّأْهِيلَ وَالتِّرْحَابَا

أَيُّهَا العَارِفُونَ فَضْلَ أَخِيكُمْ … ذَلِكَ الْفَضْلُ هَلْ يُوَفَّى ثَوَابَا

تَرَكَ الْمَنْصِبَ الرَّفيعَ لأَمْرٍ … عَزَّ إِلاَّ عَلَى الْفُحُولِ طِلاَبَا

وَمَضَى مُطْلَقَ اليَدَيْنِ يُعَانِي … غَمَرَاتِ مَنْ خَاسَ فِيهُنَّ خَابَا

وَحُسَيْنُ أَذَكَى فُؤاداً وَأَدْرَى … بِالْعُلَى أَنَّهَا تُنَالُ غَلاَبَا

وَحُسَيْنُ لَوْ شَامَ بِالظَّنِّ بَرْقاً … فِيهِ خَيْرٌ لِمَصْرَ طَالَ السَّحَابَا

وَحُسَيْنُ أَمْضَى وَأَبْصَرَ بِالْعُقْبَى … فَإِنْ يَخْطُ لَمْ يُبَالِ الصِّعَابَا

حَيْثُمَا تَصَدَّى لِشَأْنٍ سَلْ بِهِ … مِنْ كِبَارِ الشُّؤُونِ تَسْمَعْ عُجَابَا

مَنْ يَكُنْ ذَاكَ عَزْمُهُ لَيْسَ غَرواً … أَنْ يَقُودَ الطَّليعَةَ الأَنْجَابَا

وَيَكُونُ المِثَالُ فِيمَا تَوَلَّى … تُبَّعاً أَوْ تَخَيُّراً وَانْتِدَابَا

سَبَبٌ خَدْمَةُ الْحُكُومَةِ إِلاَّ … أَنَّ لِلْجَاهِ دُونَهَا أَسْبَابَا