أَهاشمُ تَيمٌ جلَّ منكِ ارتكابُها – حيدر بن سليمان الحلي

أَهاشمُ تَيمٌ جلَّ منكِ ارتكابُها … حرام بغير المرهفات عتابها

هي القرحة الأولى التي مض داؤها … بأحشاكِ حتّى ليس يبرى انشعابُها

لقد أوجعت منكِ القلوبَ بلسعِها … عقارب ضغن أعقبها دبابها

إلى الآن يَبرى سمُّها منكِ مهجة ً … بابرتِها قد شُقَّ عنها حِجابها

كأَن لم يكن ضدّاً سواه مقاوِماً … حياتَكِ مقصوراً عليها ذِهابُها

لها العذرُ لم تسلَم لباري نفوسِها … فتُلوى لمن وُلي عليها ـ رِقابها

ولا صدَّقتْ يوماً بما في كتابِه … فتخشى الذي يحصي عليها كتابها

ولو آمنتُ بالله لم يغدُ في الورى … بإمرة ِ مولى المُؤمنين خِطابها

علتْ فوق أعوادِ الرسول لبيعة ٍ … بها مِن ثقيل الوزر طال احتقابها

تقلب بين المسلمين أناملا … ترك عن الأسلام كيف انقلابها

أعد نظراً نحو الخلافة أيما … أحق بأن تضفو عليه ثيابها

أمن هو نفس للنبي أم التي … له دحرجت تحت الظلام دبابها

يقولون بالإجماع وُليِّ أمرها … ضئيل بني تيم لينفى ارتيابها

وهل مدخلاً للرُشد أبقى ، وفيه من … مدينة علم الله قد سد بابها

بلى عدلت عن عيبة العلم واقتدت … بمن مُلئت من كل عيبٍ عيابها

ولو لم يكن عبد من الله لم تذل … ولا لعقة مما تحلت كلابها

فلله ما جرت سيفة غيها … على مرشديها يومَ جَلَّ مُصابها

بها ضَربتْ غَصباً على مُلكِ أحمد … بكف عدي واستمر اغتصابها

غلى حيث بالأمر استبدت أمية … فأسفرَ عن وجهِ الضَّلال نِقابها

وأَبدت حقودَ الجاهلية بعدما … ـ لخوفٍ من الإسلام ـ طال احتجابها

ولت سيوفاً أظمأ الله حدها … فأضحى دم الهادين وهو شرابها

فقل لنزار سومي الخيل إنا … تحن إلى كر الطراد عرابها

لها إن وهبت الأرض يوماً أرتكها … قد انحط خلف الخافقين ترابها

حرام على عينيك مضضة الكرى … فان ليالي الهم طال حسابها

فلا نومَ حتى توقَد الحرب منكمُ … بملمومة ٍ شهباء يُذكي شهابها

تَساقى بأفواهِ الضُّبا مِن أُميَّة ٍ … إلى مهج الأبطال تهوى حرابها

فِراخُ المنايا في الوكور لرقِّها … قد التقطت حب القلوب عقابها

عَجبتُ لكم أن لا تجيش نفوسكم … وأَن لا يقيءَ المرهفاتِ قرابها

وهذي بنو عَصّارة الخمرِ أصبحت … على منبر الهادي يطن ذبابها

رَقدتِ وهبَّت منكِ تطلبُ وِترها … إلى أن شفى الحقد القديم طلابها

نَضت من سواد الثُّكل ما قد كسوتها … وأصبحنَ حُمراً من دِماكِ ثيابها

أفي كل يوم منك صدر ابن غابة … تَبيت عليهِ رابضاتٍ ذيابها

يمزق أحشاء الأمامة ظفرها … عناداً ويدمى من دم الوحي نابها

لك الله من موتورة هان غلبها … وعهدي بها صَعب المرام غلابها

كأَن من بني صَخرٍ سيوفك لم تكن … مقام جفون العين قام ذبابها

وحتّى كأَن لم تنتثر في صدورها … أنابيب سمر لم تخنك حرابها

وتَذهب في الأحياءِ هدراً دماؤكم … ويبطل حتّى عند حَربِ طِلابها

هبوا ما على رقش الأفاعي غضاضة … إذا سل منها ذات يوم إهابها

فهل تصفح الأفعى إذا ما تلاقيا … على تِرة ٍ كفُّ السليمِ وَنابها

أيخرجها من مستكن وجارها … وسصفو له بالرغم منها لصابها

ويطرقها حتى يدمي صماخها … يكف له اثرن قدماً نيابها

وتنساب عنه لم تساور بنانه … بنهش ولم يعطب حشاه لعابها

فما تلك من شأن الأفاعي فلم غدت … بها مُضر الحمراء ترضى غضابها

أَصبراً وأعرافُ السوابق لم يكن … من الدم في ليل الكفاح اختضابها

أَصبراً ولم تُرفع من النقع ضلّة ٌ … يُحيل بياضَ المشرقين ضُبابها

… قناها ولم تندق طعناً حرابها

أَصبراً وبيضُ الهندِ لم يُثن حدَّها … ضراب يرد الشوس تدمى رقابها

وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم … عَليها الفلا اسودَّت وضاقت رحابها

وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم … يهد الجبال الراسيات انتحابها

حواسر بين القوم لم تلق حاجباً … لها الله حَسرى أين منها حِجابها؟

كجمر الغضا أكبادهن من الظما … بِقفرٍ لُعاب الشمسِ فيهِ شرابُها

تُردِّدُ أنفاساً حِراراً وتَنثني … لها عبرات ليس يثني انصبابها

فهاتيك يحرقن الغوادي وهذه … ينوب مناب الغاديات انكابها

هواتفُ من عَليا قريشٍ بعصبة ٍ … قضوا كسيوف الهند فل ذبابها

مَضوا حَيثُ لا الاقدامُ طائشة الخطا … ولا رجح الأحلام خفت هضابها

تُطارِحهم بالعَتبِ شجواً وإنّما … دماً فجر الصخر الأصم عتابها

تنادي بصوت زلزل الأرض في الورى … شجى ضعفه حتى لخيف انقلابها

أفتيان فهر أين عن فتيانكم … حميَّتكم والأُسد لم يُحم غابها

أتصفر من رعب ولم تنض بيضكم … فيحمر من سود المنايا إهابها

وتقهرها حرب على سلب بردها … وأرجلها بغياً يباح انتهابها

وتتركها قسراً ببيداء من لظى … هواجرها كادت تذوب هضابها

على حين لا خدرٌ تقيلُ بكِسره … عن الشمس حيث الأرض يغلي ترابها

فوادح أجرى مقلة الأرض والسما … دماً صبغت وجه الصعيد مصابها

فيامن هم الهادون والصفوة التي … عن الله قُرباً قاب قوسين قابها

عليكم سلام الله ماديم الحيا … مرتها صبا ريح فدر سحابها