أَنَا فِي ارْتِجَالِ الشِّعْرِ غَيْرُ مُوَفَّقٍ – خليل مطران
أَنَا فِي ارْتِجَالِ الشِّعْرِ غَيْرُ مُوَفَّقٍ … وَإِلَى مُنَايَ قَرِيحَتِي لا تَرْتَقِي
أَلنَّفْسُ تَدْعُو وَالعَوَائِقُ جَمَّةٌ … مَا حِيلَتِي فِي وَقْتِيَ المسْتغْرَقِ
يَا فارِسَ الخْيرِ اعْذِرَنَّ أَخاً لَهُ … فِي يَومِكَ المَشْهُودِ وِقْفَةُ مُطْرِقِ
إِنْ لَمْ تُوَاتِ بَلاَغَةٌ فِي نَظْمِهِ … شَفعَتْ بَلاَغةُ دَمْعِهِ المُترَقْرِقِ
لِمِثالِكَ المَرْفوعِ ظِلُّ مَهَابَةٍ … يُجْلَى بِهِ وَضَحُ المُحَيَّا المُشرِقِ
مَا مَعْدِنٌ مُتشبِّهٌ فِي نقلِهِ … مِن مَعْدِنٍ فِي أَصْلِهِ مُتَأَلِّقِ
فَليَعْلَمِ الأَعْقَابُ مَن ذَاكَ الَّذِي … زَانَ الظُّهُورَ بِتَاجِ هَذَا المَفرِقِ
أَلْعَزْمُ وَالإِقدَامُ مِلْءُ إِهَابِهِ … وَفَضَائِلُ الْقَلبِ الأَبَرِّ الأَرْفَقِ
رَجُلٌ أَرَادَ مِنَ الزَّمَانِ مَضَنَّةً … وَالنَّاسُ بَيْنَ مُكَذِّبٍ وَمُصَدِّقِ
فَأَصَابَهَا بَعْدَ المِرَاسِ وَلَمْ يَكُنْ … أَمَلٌ لِغَيْرِ مُمَارِسٍ بِمُحَقَّقِ
يَا مَنْ بِهِمَّتِهِ زَهَا هَذَا الحِمَى … وَبَهَى الحَوَاضِرَ بِالسَّنَى وَالرَّوْنَقِ
إِهْنَأْ بِثَوْبٍ لِلْخُلُودِ لَبِسْتَهُ … وَالبَسْ جَدِيداً مَا حَيِيتَ وَأَخْلِقِ
وَاقْرَرْ طِوَالَ الدَّهْلِ عَيْناً بِالَّذِي … شَارَفْتَ مِنْ هَذَا الْجَمَالِ المُونِقِ
نَافَسْتَ أَهْلَ الغَرْبِ فِي مِضْمَارِهِمْ … وَأَرَيْتَ مَا يَسْطِيعُ أَهْلُ المَشْرِقِ
وَرَفَعْتَ فِي لُبْنَانَ رَايَةَ فِتْيَةٍ … مِنْ قوْمِهِ فِي كُلِّ شوْطٍ أَسْبَقِ
هِيَ بَلْدَةٌ صِدْقُ العَزِيمَةِ شادَهَا … كمْ لِلْعَزِيمَةِ آيَةٌ إِنْ تَصْدُقِ
حَفَّتْ بِهَا الجَنَّاتُ وَالنُّعْمَى بِهَا … مَاذا ترَكنَ لِزَاهِدٍ أَوْ مُتَّقِ
أَلْعَيْشُ طَلْقٌ وَالنَّسِيمُ مُؤَرَّجٌ … فِي جَوِّهَا وَالْوِرْدُ غيْرُ مُرَنَّقِ
فيْحَاءُ تنْبَسِطُ الرَوائِعُ حَوْلَها … شَتى وَفِي نَظَرِ المُطَالِعِ تَلْتَقِي
فِي كلِّ مَرْمىً لِلِّحَاظِ مُنَسَّقٍ … يَقْضِي لَهُ عَجَباً وَغَيْرِ مُنَسَّقِ
مَنْ فَاتَهُ نَظَرٌ إِلَيْهِ لَمْ يَزَلْ … مُتَلَفِّتاً بِفُؤادهِ المُتَشَوِّقِ