أَمِيرَ القَوْلِ بَعْدكَ مَنْ يَقُولُ – خليل مطران

أَمِيرَ القَوْلِ بَعْدكَ مَنْ يَقُولُ … بَلَغْتَ الشَّأْوَ وَامْتَنَعَ الوُصُولُ

سَبِيلُكَ لاَ يُسَارُ بِهَا وَمَنْذَا … تُوَاتِي جُهْدَهُ تِلْكَ السَّبِيلُ

وَهَلْ تَأْتِي الفُرُوعُ مُثَنَّيِاتٍ … لِما انْفَرَدَتْ بِهِ تِلكَ الأُصُولُ

سَيَبْقَى ذَلِكَ النَّثْرُ المُصَفَّى … ويَبْقَى ذَلِكَ الشِّعْرُ الجَمِيلُ

وَتَبْقَى بَعْدَ مُبْدِعِهَا مَعَانٍ … جَنَتْ لِذَّاتِها مِنْهَا العُقُولُ

وَلَوْ كَثُرَتْ رَوَائِعُهَا لَقَلَّتْ … وَحَسْبُكَ مِنْ نَظَائِرِهَا القَلِيلُ

وَحَسْبُكَ فِي البَرَاعَةِ مِنْ حِلاَهَا … دَقِيقٌ فِي الصِّنَاعَةِ أَوْ جَلِيلُ

أَتَسْمَعُهَا فَمَا القُمْرِيُّ يَشْدُو … وَتَشْرَبُهَا فَكَيْفَ السَّلْسَبِيلُ

أَتَسْتَهْدِي فَكَيْفَ الصُّبْحُ يَبْدُو … وَقَدْ رُفِعَتْ مِنَ الظَّلْمِ السُّدُولُ

أَتَلْتَمِسُ الشَّفَاءَ فَإِنْ يُعَجَّلْ … فَكَيْفَ يَلَذُّهُ القَلْبُ العَلِيلُ

أَتَشْتَاقُ الرُّبُوعَ فَكَيْفَ تُجْلَى … رُبَاهَا وَالمَدَارِجُ وَالحُقُولُ

أَيُصْيِبك الجَمَالُ فَأَيُّ حُسْنٍ … شَهِدْتَ مِثَالَهُ وَلَهُ مَثِيلُ

نِظَامٌ دُونَهُ الأَسْبَابُ تَخْفى … فَمَا السَّبَبُ الخَفِيفُ وَمَا الثَّقِيلُ

يَرُوعُكَ بِالقَوَافِي رَاسِخَاتٍ … وَبِالصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا تَجُولُ

فَوَا حَرَبَا لِمَفْقُودٍ عَزِيز … بَكَاهُ الحِلمُ وَالخُلُقُ النَّبِيلُ

أَبَاتَ النَّجْمُ لَيْسَ لَهُ ضِيَاءٌ … وَبَاتَ السَّيْفُ لَيْسَ لَهَ صَلِيلُ

ثَنَى لُبْنَانُ مُهْجَتَهُ عَلَيْهِ … وَشُبِّهَ لِلعُيُونِ ثَرىً مَهِيلُ

هُنَالِكُ مَنْزِلٌ لِلخُلدِ حَيٌّ … وَفِيهِ مِنْ أَعزَّتِهِ نَزِيلُ

أَمِينُ اسْلَمْ وَلَمْ يَبْعَدْ رَشِيدٌ … أَيَبْعَدُ مَنْ لَهُ مِنْهُ بَدِيلُ

وَذُو عُمْرَيْنِ فِي دُنْيَاهُ بَانٍ … بَنَى مَجْداً يُتَمِّمُهُ سَلِيلُ