أَمِنَ العَدلِ خالِقَ الأَرواحِ – الياس أبو شبكة

أَمِنَ العَدلِ خالِقَ الأَرواحِ … أَن يَغيبَ الجِمالُ قَبلَ الصَباحِ

أَمن العَدل أَن يُرى القَلبُ عَط … شانَ وَخمرُ القُلوبِ في الأَقداحِ

أَمن العدل أَن تَجولَ عُيونٌ … في ظَلامٍ والزيتُ في المِصباح

إِن تَكُن تَحرمُ الطُيورَ سَماها … فَلِماذا خَلَقتَ ريشَ الجَناحِ

وَتَناءَت عَيناه في الشَفَقِ الاخضَرِ … فَاِنحَطَّتا عَلى فَلّاحِ

يَحرِثُ الاِرضَ هادِئاً مطمئنّاً … فَيَشقُّ الاتلام كَالجَرّاحِ

قالَ طوبى لَه وَطوبى لِنَفسِه … ما أَلَذَّ الصَفاءَ في ماءِ كَأسِه

ما أَعَزَّ الاِعشابَ حَولَ سَواقيهِ … وَأَغناهُ في قَناعَةِ بُؤسِه

لا يَرى غَيرَ حَقلِهِ إِن أَطلَّ الفَجرُ … أَو أَقبَلَ المَسا غَيرَ أُنسِه

جاهِلٌ يَجهَلُ القِراءَةَ في الأَسفارِ … لكِنَّهُ حَكيمٌ بِفَأسِهِ

غَدُه مِثلُ يَومِهِ لَيسَ يَغشاهُ شَقاءٌ … وَيَومُهُ مِثلُ أَمسِه