أَمَا آنَ أَنْ يُعْتِبَ المُذْنِبُ؟ – دعبل الخزاعي
أَمَا آنَ أَنْ يُعْتِبَ المُذْنِبُ؟ … ويرضى المسيءُ ولا يغضبُ
وغُولُ اللَّجَاجَة ِ غَرَّراة ٌ … تَجِدُّ، وَتَحسَبُها تَلْعَبُب
أبعدَ الصفاءِ ومحضِ الاخاءِ … يُقِيمُ الْجَفَاءُ بِنَا يَحْطُبُ
وقد كانَ مشربنا صافياً … زَماناً، فَقَدْ كَدرَ المَشْرَبُ
وكنّا نزعنا إلى مذهبٍ … فَسِيحٍ، فَضَاقَ بِنَا المَذْهَبُ
ومنْ ذا المواتي له دهرهُ ؟ … ومنْ ذا الذي عاش لا ينكبُ ؟
فإِنْ كَنْتَ تَعْجَبُ مِمَّا تَرَى … فَمَا سَتَرَى بَعْدَهُ أَعجبُ
فعُودُكَ مِنْ خُدَعٍ مُورِقٌ … وَواديكَ مِنْ عِللٍ مُخصِبُ
فإنْ كُنْتَ تَحْسَبُني جاهلاً … فأنتَ الأحقُّ بما تحسبُ
فلا تَكُ كالراكب السَّبْعَ كي … يُهَابَ، وأَنْتَ لَهُ أهيبُ
ستنشبُ نفسكَ أنشوطة ٌ … وأعززْ عَليَّ بِمَا تَنْشبُ
وتحملها في اتباعِ الهوى … على آلة ٍ ظهرها أحدبُ
فابصرْ لنفسكَ : كيف النزو … لُ في الأرضِ عن ظهر ما تركبُ
ولو كنتُ أملكُ عنكَ الدفا … عَ دفعتُ ، ولكنني أغلبُ