أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ – محمود سامي البارودي
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ … وهِى َ مِنَ الجَهلِ بِكُم ساخِره
وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ … جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ
يَمْشِي الْفَتَى تِيهاً، وَفي ثَوْبِهِ … مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَة ٌ جَاخِرَهْ
كَأنَّهُ فى كِبرهِ سادِراً … سَفينَة ٌ فى لُجَّة ٍ ماخِرَه
كَم أنفسٍ عَزَّت بِسلطانِها … فِيما مَضَى وَهْي إِذَنْ داخِرَهْ
وعُصبة ٍ كانَت لأِموالِها … مَظِنَّة َ الْفَقْرِ بِها ذَاخِرَهْ
فَأَصْبحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى … وَقَدْ غَنَتْ في نِعْمَة ٍ فَاخِرَهْ
فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ … يَوْماً، وَلاَ خَيْفَانَة ٌ شَاخِرَهْ
بَل عَمَّ دُنياهُم صُروفٌ،لَها … مِنَ الردَى أودِيَة ٌ زاخِره
يأيُّها النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكم … وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ والآخِرهْ
أنتُم قعودٌ ، والردَى قائمٌ … يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ
فانتبِهوا مِن غَفلاتِ الهوى … وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ