أَلاَ يَا لَيْلُ لَيْلَ الفصْلِ – خليل مطران

أَلاَ يَا لَيْلُ لَيْلَ الفصْلِ … يَا مُبْتَسِمَ الزَّهْرِ

بَلَغْنَا خَالِصِينَ إِلَيْكَ … مِنْ حَرْبٍ بِلاَ فَخْرِ

دَخَلْنَاهَا بِلاَ قَصْدٍ … وَأَدْمَتْنَا بِلاَ وَتْرِ

تَهُونُ لَدَى مَضَارِبِهَا … جِرَاحُ الْبِيض وَالسُّمْرِ

غَزَانَا عَامُنَا المَاضِي … غَزَاةَ الظُّلْمِ وَالقَهْرِ

فَلاَ نُمْسِي بِلاَ أَمْرٍ … وَلاَ نُضْحِي بِلاَ أَمْرِ

شَرِبْنَا الخَمْرَ تَخْفيفاً … لِطَعْمِ الصَّابِ وَالمُرِّ

شَرِبْنَاهَا لِتُنْسِيَنَا … نِزَالَ الْهَمِّ وَالفِكْرِ

شَرِبْنَاهَا مُدَاوَاةً … لِدَاءِ الرُّوحِ بِالسُّكْرِ

عَسَانَا رَاجِعُو حُلُمٍ … مَضَى بَأَطَايِبِ الْعُمْرِ

وَهَذَا شُرْبُنا يَا لَيْلُ … مِنْ آثَارِهِ الكُدْرِ

فكُنْ مُنْسَدِلَ الأَسْتَارِ … بَيْنَ الْعَفْوِ وَالْعُذْرِ

إِليَّ فُدِيتَ يَا سَاقِي … بِشَمْسٍ مِنْ يَدَيْ بَدْرِ

وَسَلْسِلْهَا وَأَسْمِعْنِي … أَنِينَ دُمُوعِهَا تَجْرِي

فَمَا وَرْقَاءُ نَائِحَةٌ … عَلَى التَّرْجِيعِ مِنْ قُمْرِي

وَأَطْلِعْ فِي سَمَاءِ الكأْ … سِ آفَاقاً مِنَ التِّبْرِ

طَفا نَجْمُ الْحَبَابِ بِهَا … عَلَى شَفَقٍ مِنَ الخَمْرِ

دَرَارِيءُ تِلْكَ أَمْ مُقَلٌ … تُرَامِزُنَا إِلى سِرِّ

وَلَوْنٌ ذَاكَ أَمْ نُورٌ … يُنِيرُ غَيَاهِبَ الدَّهْرِ

أَلاَ يَا عَامُ أَزْلِفْنَا … إِلَى العَافِي عَنِ الْوِزْرِ

بِإِحْسَانٍ تَجُودُ بِهِ … وَتَكْفِيرٍ عَنِ الشَّرِّ

وَهَذَا لَيْلُكَ المَأْمُولُ … أَحْيَيْنَاهُ بِالْبِشْرِ

يُرِينَا حُسْنَهُ وَعْداً … فَهَلْ يَصْدُقُ فِي الْفجْرِ