أَكَامِلُ فيكَ اجْتَلَيْنَا الكَمَالَ – خليل مطران

أَكَامِلُ فيكَ اجْتَلَيْنَا الكَمَالَ … وَكُلُّ عَلَى صدْق قَوْلي شَهيد

فَضَائلُ دينٍ وَدُنْيَا جَمَعْنَ … وَأَنْتَ لَهُنَّ الْنِّظَامُ الْفَريد

وَشَتَّى علومٍ وَشَتَّى فُنُونٍ … تَأَلَّفَ منْهُنَّ عَقْدٌ نَضيدُ

حِجىً ملْهَمٌ يَتَلَقَّى الهدَى … فَتَبْدئُهُ مُفْصحاً أَوْ تُعيدُ

وَرَأْيٌ يُزَكِّيهِ كَرُّ السِّنينَ … إِلى خبْرَة كلَّ آن تَزيدُ

وَقُوَّةُ نَفْسٍ إِذَا صُرفَتْ … فَمَا من بَعيدٍ عَلَيْهَا بَعيدُ

وَصدْقُ يَقينٍ سَواءٌ عَلَيه … أَوَعْدٌ أَلَمَّ به أَمْ وَعيد

وَجَوْدٌ نَصَرْتَ به الْبَائسينَ … عَلَى دَهْرهمْ كَائداً مَا يَكيد

وَطَبْعٌ وَديعٌ سوَى أَنَّهُ … عَلَى كُلِّ مُغْرٍ بسُوءٍ مُريد

لكُلِّ نَديد وَفيمَا بَذَلْتَ … منَ الْيَد وَالنَّفْس عزٌّ نَديد

أَلاَ أَيُّهَا السَّيِّدُ المْمُجْتَبى … أَلاَ أَيُّهَا اللَّوْذَعيُّ الْمَجيدُ

لقَوْمكَ ممَّنْ دَنَا أَوْ نَأَى … سيَامَتُكَ الْيَوْمَ عيدٌ سَعيدُ

وَفَتْحٌ لَهُمْ منْهُ مَا بَعْدَهُ … وَبَعْثٌ لَهُمْ فيه عَهْدٌ جَديدُ

إِذَا فَاخَروا بكَ فَاخِرْ بهمْ … فَهُمْ في بَني الشَّرْق غُرٌّ وَصيد

وَلَيْسَ بضَائرٍ أَنْسَابُهُمْ … وَأَحْسَابُهُمْ أَنْ يُقِلَّ الْعَديدُ

فَعِشْ وَتَوَلَّ الأُمُورَ الجسَا … مَ كَمَا يَتَوَلَّى الأَمينُ الرْشيدُ

يَشدُّ قوَاكَ الشَّديدُ الْقوى … وَيَرْعَى خُطَاكَ الْعَزيزُ الحَميد

وَكيرلُلَّسْ لَكَ نِعْمَ الظَّهيرُ … كَمَا هُوَ للدِّين نعْمَ العَميدُ

هُوَ البَطْريَركُ الَّذي نَالَ مِنْ … وَلاَءِ رَعيَّته مَا يُريد

لَهُ في الجِّهَاد مَدىً طَائلٌ … سَيَتْلُوهُ في الْخَيْر عُمْرٌ مَديد