أَطَعْتُ الْغَيَّ فِي حُبِّ الْغَوَانِي – محمود سامي البارودي

أَطَعْتُ الْغَيَّ فِي حُبِّ الْغَوَانِي … وَ لمْ أحفلْ مقالة َ منْ نهاني

وَمَا لِي لاَ أَهِيمُ وَكُلُّ شَهْمٍ … بِحُبِّ الْغِيدِ مَشْغُوفُ الْجَنَانِ؟

وَلِي فِي الأَرْبَعِينَ مَجَالُ لَهْوٍ … تنالُ يدي بهِ عقدَ الرهانِ

فكيفَ أذودُ عنْ نفسي غراماً … تضيفَ مهجتي باسمِ الحسان

أبحتُ لهُ الفؤادَ ، فعاثَ فيهِ … وَحَقُّ الضَّيْفِ إِعْزَازُ الْمَكَانِ

فدعني منْ ملامكَ ؛ إنَّ قلبي … أبيٌّ لا يقرُّ على الهوانِ

فما بالحبَّ عارٌ أتقيهِ … وَ إنْ أخنى على الدمعِ الزمانُ

رضيتُ من الهوى بنحولِ جسمي … وَمِنْ صِلَة ِ الْبَخِيلَة ِ بِالأَمَانِي

وَ لستُ بطالبٍ في الناسِ خلاًّ … يناصحني ؛ فعقلي قدْ كفاني

فَإِنْ يَكُنِ الْهَوَى قَدْ رَاضَ نَفْسِي … فَلَسْتُ لِغَيْرِهِ سَلِسَ الْعِنَانِ

أَشَدُّ مِنَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَلْبِي … وَ أرهفُ منْ شبا سيفي لساني

وَلَوْ كَانَ الْغَرَامُ يَخَافُ بَأْساً … أَمَلْتُ إِلَيْهِ كَفِّي بِالسنَانِ

فكمْ بطلٍ خضبتُ الأرضَ منهُ … بأحمرَ منْ دمِ التأمورِ قاني

وَ ما أنا بالذليلِ أردتُ ختلاً … وَ لكني أزفُّ إلى الطعانِ

وَلِي فِي «سَرْنَسُوفَ» مَقَامُ صِدْقٍ … أَقَرَّ بِهِ إِلَيَّ الْخَافِقَانِ

وَ ما أبقتْ بهِ الأشواقُ مني … سوى رمقٍ تجولُ بهِ الأماني

وَ يسلبُ أنفسَ الأبطالِ سيفي … وَ تسلبُ مهجتي حدقُ الحسانِ

فَلَوْ بَرَزَ الْحِمَامُ إِلَيَّ شَخْصاً … دلفتُ إليهِ بالسيفِ اليماني

كلمات: بدر بن عبدالمحسن

ألحان: طلال مداح