أَصوات الوحدة – إبراهيم ناجي

يا وحدتي جئت كي أنسَى وهائنذا … ما زلتُ أسمعُ أصداءً وأصواتا

مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ … يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا

جَرَّتْ عليَّ الأماني مِنْ مجاهلِها … وجمَّعَتْ ذِكَراً قد كُنَّ أشتانا

ما أَسْخَفَ الوحدةَ الكبرى وأضيعهَا … إذا الهواتف قد أرجعن ما فاتا

بَعثن ما كان مطويّاً بمرقدهِ … ولم يزَلْنَ إلى أن هبَّ ما ماتا

تلفَّتَ القلبُ مطعوناً لوحدته … وأين وحدته؟ باتتْ كما باتا

حتى إذا لم يجدْ ريّاً ولا شبعاً … أفضى إلى الأمل المعطوب فاقتاتا