أَسمَعيني لحنَ الرَدى أَسمِعيني – الياس أبو شبكة

أَسمَعيني لحنَ الرَدى أَسمِعيني … فَحَياتي عَلى شفارِ المنونِ

وَاِذرُفي دَمعَةً عَليَّ فَبعد ال … موتِ لا أَستَحلُّ أَن تَبكيني

يا سُلَيمى وَقد أَثارَ نُحولي … كامِناتِ الرَدى عَلى العِشرينِ

ما تَقولين عِندَما تَنظُرين … القَومَ جاءَوا إِلَيَّ كَي يَحمِلوني

وَأَنا جثَّةٌ بِدون حراك … وَخيال الحِمام فَوقَ جَبيني

يا سُلَيمى أَنا أَموتُ ضحوكاً … لَيسَ هذا الوجودُ عَبرَ مجونِ

إِنَّ مَن عاشَ فيهِ عمراً قَصيراً … كَالَّذي عاشَ فيهِ بَعضُ قُرونِ

يا سُلَيمى وَكم أُنادي سُلَيمى … فَاِسمُها بِلسمٌ لِقَلبي الحَزينِ

لَكِ عِندي وَصيَّةٌ فَاِحفَظيها … هيَ بَعد المَماتِ أَن تَنسيني

وَإِذا هزَّكِ التذكّرُ بِالرُغ … مِ وَشاءَ الودادُ أَن تذكريني

فَخُذي في الظلامِ قيثارَ وَحيي … وَاِقصِدي القَبرَ في ظِلالِ السُكونِ

وَاِنقُري نَقرَةً عَلَيهِ يُسَمِّع … كِ أَنيناً كَزفرتي وَأَنيني

ذاكَ قيثار صَبوَتي وَشَبابي … وَآحنيني إِلَيهِ إي وآحَنيني

يا سُلَيمى أُغنيَّةُ المَوتِ هذي … وَمراراً أَنشَدَتها في جُنوني

فَاِسمَعيني أُعيدُها عَن قَريبٍ … فَقَريباً يُحينُ يَومُ الدينِ