أَزْكَى تَحَيَّاتِ الفُؤَادِ – خليل مطران

أَزْكَى تَحَيَّاتِ الفُؤَادِ … إلَى الزَّكِيِّ الأَرْوَعِ

أَهْدَى إِلَيَّ قَصِيدَةً … كَخَرِيدَةٍ لَمْ تُفْرَعِ

عَمْرَتْ مَكَانَ الأُنْسِ … عِنْدِي مِنْ فُؤَادٍ بَلْقَعِ

حَسْنَاءَ بَارِعَةَ المَعَانِي … فِي نِظَامٍ أَبْرَعِ

تَجْلَى فَتجْلَى أَو تَغِيبُ … فَحِلْيُهَا فِي المَسْمَعِ

مَنْ لِي بِمُنْصَرِمِ الشبَابِ … وَفِكْرِيَ المُتوَزِّعِ

فَأَجِيدُ فِي رَدِّ الثَّناءِ … عَلَى الأَخِ المُتَبَرِّعِ

قَصَّرْتُ فِي شَأْوِ البَلاَغَةِ … عَنْ تَمَادِي مَطْمَعِي

أَهْلاً بِحَامِلَةِ الكِتَابِ … أَمِينَةِ المُسْتَوْدَعِ

أَهْلاً بِصَادِحَةٍ شَجَتْ … قَلْبِي وَأَجْرَتْ مَدْمَعِي

جَاءَتْ رَسُولاً صَادِقاً … مِنْ صَادِقٍ لاَ يَدَّعِي

بَثَّتْ حِكَايَةَ وَجْدِهِ … بِأَنِينِهَا المُتَقَطعِ

وَشَدَتْ عَلَى إِيقَاعِ … سِرْبٍ مِنْ حَمَائِمَ سُجَّعِ

نَغْمَ المَلاَئِكِ بَيْنَ … مَبْدُوءٍ وَبَيْنَ مُرَجِّعِ

أَحْسَنْتِ تَأْدِيَةَ البَلاَغِ … عَنِ الصَّفِي الأَلْمَعِي

كَوَفَائِهِ لكِنْ وَفَاءُ … الخِدْنِ غَيْرِ مُصَنَّعِ

وَكَوْدِّهِ فَلْيَشْرَعِ الوُدَّ … النَّقِيَّ المُشْرَعِ

وَكَفَرْحِهِ فِي المَجْدِ … فَلْيَكُ عَزْمَ كُلِّ سَمَيْدَعِ

لاَ خُلْقَ يَنْزَع للْعُلَى … بِجَمَال هَذَا المَنْزَعِ