أَرْزَ الْجَنُوبِ اسْلَمْ عَزيزَ الْجَانِبِ – خليل مطران

أَرْزَ الْجَنُوبِ اسْلَمْ عَزيزَ الْجَانِبِ … وَالْقَ الدُّهُورَ وَأَنْتَ أَبْقَى صَاحِبِ

اللهُ في أدْوَاحِكَ النُّضْرِ الَّتِي … تَرِدُ المَعِينَ مِنْ الْجَمَادِ النَّاضِبِ

أَوْ تُرْضِعُ الأَثْدَاءَ مِمَّا أَقْبَلَتْ … تُرْوِي الْعِطَاشَ بِهِ صُدُورُ سَحَائِبِ

أَلتَّاجُ فَوْقَ التَّاجِ مِنْ أَغْصَانِهَا … حَتَّى تُرَصِّعَهُ الْعُلَى بِكَوَاكِبِ

وَالنُّوْرُ في أَوْرَاقِهَا مُتَنَخِّلٌ … يَصْفُوا ذَرُوراً في عُيُونِ الرَّاقِبِ

َأرْزٌ تَرَاهُ كَبَاذِخِ الأَبْرَاجِ إِنْ … تَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَدىً مُتَقَارِبِ

وَإِذَا بَعُدْتَ رَأَيْتَ شَامَاتٍ عَلَى … خَدٍّ كُمَيْتٍ لُوْنُهُ أَوْ شَاحِبِ

أعْزِزْ بِهِ وَبِجِيْرَةٍ حَفُّوا بِهِ … سُمَحَاءَ أَهْلٍ مَفَاخِرٍ وَمَنَاقِبِ

هُمْ بِالحَمِيِّةِ خَيْرُ مَنْ يَرْجُو الحِمَى … لِسَدَادِ خَلاَّتٍ وَدَرْءٍ نَوَائِبِ

بَسَلاَءُ إِنْ تَدْعُ الحَفِيظَةُ لَمْ تَجِدْ … في القَوْمِ غَيْرَ الشِّمَّرِيِّ الوَاثِبِ

صُوَّامُ أَلْسِنَةٍ عَنِ القَوْلِ الخَنَى … قَوَّامُ أَفْئِدَةٍ لِفِعْلِ الوَاجِبِ

قَاضُونَ لِلْحَاجَاتِ بَادٍ بِشْرُهُمْ … في وَجْهِ مُرْتَادِ النَّدَى وَالطَّالِبِ

إِنْ َأزْمَعُوا لَمْ يَرْجِعُوا أَوْ صَمَّمُوا … بَلَغُوا النَّجَاحَ وَمَا لَوَوْا بِمَصَاعِبِ

أَحْسَابُهُمْ مَوْفُورَةٌ آيَاتُهَا … في كُلِّ مَعْنىً فَوْقَ عَدِّ الحَاسِبِ

مَنْ مِثْلُهُمْ جَاهاً وَكَاتِبُهُمْ إِذَا … مَا نَافَسُوا الدُّنْيَا كَهَذَا الكَاتِبِ

وَشَبَابُهُمْ هُمْ هُؤْلاَءِ وَكُلُّهُمْ … سَامِي السَّجِيَّةِ ذُو ذَكَاءٍ ثَاقِبِ

وَشُيُوخُهُمْ هُمْ هُؤْلاَءِ وَجُوهُمُ … بِيضُ الصَّحائِفِ لَم تُشَبْ بشَوَائِبِ

إِنِّي صَدَقْتُهُمُ المَديحَ بِمَا بِهِمْ … وَأقُولُ شَرُّ الشِّعْرِ شِعْرُ الْكَاذِبِ

وعَلَى التَّخَالُفِ مِلَّةً لَيْسُوا سِوَى … أهْلِينَ فِي نَظَرِ الْحِمَى وَأَقَارِبِ

لُبْنَانُ قَلْبٌ فِيِهِ أَشْرَفُ وَحْدَةٍ … وَطَنِيَّةٍ بَيْنَ اخْتِلاَفِ مَذَاهِبِ

يَا رَبَّةَ الْقَصْرِ الَّذِي نَهَضَتْ بِهِ … عَلْيَاءُ تَنْمِيَها أَعَزُّ مَنَاسِبِ

هَذِي إِلَيْكَ تَحِيَّةٌ مِنْ شَاعِرٍ … لِعُلاَكَ بِالأَدَبِ الأَتَمِّ مُخَاطِبِ

يُثْنِي عَلَيْكِ وَيَحْفَظُ الذِّكْرَى لِمَا … أَسْدَيْتِ بَاقِيَ دَهْرِهِ المُتَعَاقِبِ

مِنْ زَائِرٍ لمحَ التُّقَى مُتَجَلِّياً … كَالنُّورِ مِنْ سِتْرِ الْجَلاَلِ الْحَاجِبِ