أَريدُ سُلوَّكم، والقلبُ يأْبَى – أحمد شوقي
أَريدُ سُلوَّكم، والقلبُ يأْبَى … وعتبكُم ، وملءُ النفس عُتْبى
وأَهجركم، فيهجرني رُقادي … ويُضوِيني الظلامُ أَسًى وكرْبا
واذكركم برؤية ِ كلِّ حُسْنٍ … فيصبو ناظري، والقلب أصبى
وأَشكو من عذابي في هواكم … وأَجزيكم عن التعذيبِ حُبّا
وأَعلمُ أَن دَأْبكُمُ جَفَائي … فما بالي جعلتُ الحبَّ دأْبا؟
ورُبَّ مُعاتِبٍ كالعيش ، يشكى … وملءُ النفس منه هَوًى وعُتْبى
أتَجزيني عن الزُّلْفَى نِفاراً؟ … عَتَبَتكَ بالهوى ، وكفاك عَتبا
فكلّ ملاحة ٍ في الناس ذنبٌ … إذا عُدّ النِّفارُ عليكَ ذنبا
أخذتُ هواك عن عيني وقلبي … فعيني قد دَعَتْ، والقلبُ لَبّى
وأَنتَ من المحاسن في مِثال … فديتكَ قالَباً فيه وقَلْبا
أُحِبُّكَ حين تثني الجيدَ تِيهاً … وأَخشى أَن يصيرَ التِّيهُ دَأْبا
وقالوا : في البديل رضاً ورووحٌ … لقد رُمتُ البديلَ، فرمتُ صَعبا
وراجعتُ الرشادَ عَساي أَسلو … فما بالي مع السُّلوانِ أَصْبى ؟
إذا ما الكأْسُ لم تُذْهِبْ همومي … فقد تَبَّتْ يدُ الساقي، وتَبّا
على أَني أَعَفُّ من احتساها … وأَكرمُ مِنْ عَذَارَى الدير شربا
ولي نفسٌ أُورَيها فتزهو … كزهر الورد نَدَّوْهُ فهبَّا