أَجيبيهِ أَنّي ما أَزالَ مُقَرِّباً – الياس أبو شبكة
أَجيبيهِ أَنّي ما أَزالَ مُقَرِّباً … بِنَفسي إِلى نَجمٍ يُقالُ لَهُ الشعرى
وَأَنيَ لَم أَنسَلَّ في سَرب الدُجى … بَغاءً لِألقيه عَلى دَعَري سِترا
وَلم أَغشَ أَخدارَ النِساءِ مِن الكوى … فَأَجعَل سَيّين المَغارَة وَالخدرا
وَما رُغتُ مِن زَوجٍ فَدارَجته عَلى … وَلائي وَفي هذا الوَلا بُغيَة نكرا
فَلمّا قَطَرتُ الصِدقَ خُبثاً بِصَدرِهِ … قَطرتُ لَهُ في نَسلِهِ قَطرَةً أُخرى
أَقولُ لَها أعراق زَوجِكِ لَم تَزَل … وَفي قَلبِهِ عَطفُ الأُبُوَّةِ لم يَبرَ
وَلم يَبرَ إِحساس الرِجال بِصَدرِهِ … فَحُبُّكِ يَجري مِنهُ في الجِهَةِ اليُسرى
أَقولُ لَها ثَوبَ العَفافِ تذكّري … فَفي ساعَة الإِكليلِ لَم يَكُ مُغبِّرا
لَبستِ رِداءَ العِرسِ أَبيَضَ ناصِعاً … فَمن أَينَ جاءَت هذِهِ اللَطخَة الحَمرا
رَسائِلك الحَمقاءُ أَصبَحن في يَدي … أَعيذك بِالشيطانِ مِن هذه البُشرى
لَقَد أَيبَسَ التَكفيرُ أَزهارَ عَهدِها … فَسَلَّمَتِ المَجنونَ أَحلامِك الخَضرا
لَقَد نَدمَت لكِن سَتَرجِع إِنَّني … لَمحتُ عَلَيها مِن نَدامَتِها طَمرا
سَتملِكُها ما شِئتَ بَعدُ فَلا تَخَف … وَتَمتَصَّها حَتّى تُصَيِّرَها قِشرا
سَتَحفُر مَصقولَ الرخامِ بِجِسمِها … شفاهُكَ حَتّى تُبرِزَ الأَعظَم الصَفرا
سَتَمزَجُ بِالسمِّ الزَعافِ دِماءَها … لِتَجعَلَها لِلمَوتِ مَصلاً فَيجتّرا
وَتَرمي بِها في حَمأةِ الوَيلِ وَالخنى … سُقاطَة عار تَلهم الخَوفَ وَالذُعرا
أَجل سيراكَ اللَيلُ بَعدُ تَضمُّها … وَيبصرُكَ المِصباحُ تعصرُها عَصرا
وَسَوفَ تَرى فيكَ المَآثِمُ نَعجَةً … قَد التصَقَت في بَطنِها حيَّةٌ سَمرا
سَتملِكُها ما شِئتَ بَعدُ فَلا تَخَف … فَإِنَّ اِبنَها لَمّا يَزَل يَجهَلُ الأَمرا
صَغيرٌ بَريءُ العَينِ يَرضى بِلُعبَة … فَيَرقِد مَغبوطاً بِذي الهبةِ الكُبرى
يَنامُ وَلا يَدري بِأَن سَخافَة … تَلهّى بِها كانَت لموبِقَة سعرا