أَتَحْفِزُنَا فِعَالُكَ أَنْ نقُولاَ – خليل مطران
أَتَحْفِزُنَا فِعَالُكَ أَنْ نقُولاَ … وَيُعْجِزُنَا مَجَالُكَ أَنْ نَجُولاَ
أَحَبَّ الحَمْدِ مَا الإِجْمَاعُ زَكَّى … وَشَارَكَتِ القُلُوبُ بِهِ العُقُولاً
سَعَى طُلاَّبُهُ وَالسُّبْلُ شتَّى … إِلَيْهِ فَكُنْتَ أَهْدَاهُمْ سَبِيلاَ
إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَحِماً حَسُوداً … وَكُنْتَ تُحَاوِلُ الأَمْرَ الجّلِيلاَ
فَأَقْدِمْ ثُمَّ أَقْدِمْ ثُمَّ أَقْدِمْ … وَإِلاَّ لَمْ تَنَلْ فِي المَجْدِ سَولاَ
لَعَمْرَكَ أَنَّ أَبْوَابَ المَعَالِي … مُفَتَّحَةٌ لِمَنْ يَبْغِي الدُّخُولاَ
وَلَكِنَّ الثَّنَايَا فَارِعَاتٌ … فَمَنْ لَمْ يَرْقِهَا حُرِمَ الوُصُولاَ
نَوَاحِيهَا عِدَادٌ وَالمَسَاعِي … مُبَلَّغَةٌ وَإِنْ كَثُرَتْ شُكُولاَ
بِالاسْتِحْقَاقِ عِلْماً وَافْتِنَاناً … وَبِالأَخْلاَقِ تَغْضِبُهَا حُلُولاَ
وَمَا مِنْ شَقَّةٍ فِيهَا حِزَامٌ … وَلاَ جِيلٌ هُنَاكَ يَذُودُ جِيلاَ
نِقُولاَ فِي الطَّلِيعَةِ مِنْ رِجَالٍ … بِحَيْثُ نَشَدْتَهُمْ كَانُوا قَلِيلاَ
فَتًى عَرَكَ الحَوَادِثَ لاَ جَزُوعاً … إِذَا اشْتَدَّتْ وَلاَ بَرماً مَلُولاَ
وَأَسْرَعُ مُنْجِدٍ إِنْ جَدَّ جَدٌّ … يُقِيلُ مِنَ العِثَارِ المُسْتَقِيلا
مَصُونُ العِرْضِ مَبْذُولٌ نَدَاهُ … أَبِيٌّ أَنْ يُذَالَ وَأَنْ يَذِيلاَ
عَلاَ بَيْنَ الرِّجَالِ فَمَا تَعَالَى … وَلَمْ يَتَنَكَّبِ الرَّأْيَ الأَصِيلاَ
وَهَلْ يَخْتَالُ فِي الدُّنْيَا حَصِيفٌ … وَلَيْسَ يِبَالِغِ الآجَالِ طُولاَ
بَلَتْ أَوْطَانُهُ مِنْهُ هُمَاماً … وَفِيَّ العَهْدِ مِسْمَاحاً نَبِيلاَ
يُدِيرُ شُؤُونَهُ عِلْماً وَخَبْراً … بِمَا يَثْني حَزُونَتَهَا سُهُولا
بِأَيِّ عَزِيمَةٍ وَبِأَيِّ حَزْمٍ … عَزِيزٌ أَنْ نَرَى لَهُمَا مَثِيلاَ
أَقَامَ صِنَاعَةً فِي مِصْرَ آتَتْ … بِحُسْنِ بَلاَئِهِ النَّفْعَ الجَّزِيَلا
يَزِيدُ بِهَا مَوَارِدَهَا وَيَكْفِي … أُنَاساً قَبْلَهُ عُدِمُوا الكَفِيلاَ
وَأَنْبتَ خَيْرَ إِنْبَاتٍ فرُوعاً … تُزَكِّيهِ كَمَا زَكَّى الأُصُولاَ
مِن النِّشءِ الَّذِي عَنْ نَبْعَتِيهِ … يُجَدِّدُ لِلْحِمَى فَخْراً أَثِيلاَ
فَلاَ تَلْقَى بِهِ خَلَقاً هَزِيلاً … وَلاَ تَلْقَى بِهِ خُلُقاً هَزِيلاَ
وَمَاذَا يَنْفَعُ الأَوْطَانَ نِشْءٌ … إِذَا مَا كَانَ مُعْتَلاًّ جَهُولاَ
بَنُوكَ وَدَائِعُ اللهِ الغَوَالِي … تُسَرُّ وَإِنْ تَكُنْ عِبئاً ثَقِيلاَ
تَعهَّدْهَا تَكُنْ فِي خَيْرِ مَعْنّى … لِحَبْلِ الخَيْرِ فِي الدنْيَا وُصُولاَ
أَخِي لاَ بِدْعَ أَنَّكَ حَيْثُ تُلْقَى … تُلاَقِي عَطْفَ قَوْمِكَ وَالقُبُولاَ
وَمَنْ يَهْوَى كَذِي وَجْهٍ جَمِيلٍ … جَلاَ إِشْرَاقُهُ طَبْعاً جَمِيلاَ
وَذِي شِيَمٍ وَآدَابٍ كَأَشْفَى … وَأَصْفَى مَا رَشَفْتُ السَّلْسَبِيلاَ
لَقَدْ أَتْجَرْتَ مُجْتَهِداً أَمِيناً … وَكَانَ الصِّدْقُ بِالعُقْبَى كَفِيلا
فَأدْرَكْتَ النَّجَاحَ وَكَانَ حَقّاً … وَعَادَ الصَّعْبُ مَرْكَبُهُ ذَلُولاَ
وَضَاعَفْتَ الزَّكَاةَ فَزِيدَ وَفْرا … ثَرَاءً مِنْهُ أَنْفَقْتَ الفُضُولاَ
بِحَسْبِكَ مَا جَنَيْتَ الحَسْبَ مِنْهُ … مُعِيناً أَوْ مُغِيثاً أَوْ مُنِيرا
فَلَسْتَ بِسَامِعٍ إِلاَّ ثَنَاءً … وَلَسْتَ بِوَاجِدٍ إِلاَّ خَلِيلاَ
حَييْتَ الدَّهْرَ نَجْمُكَ فِي صُعُودٍ … وَلاَ رَأَتِ العُيُونُ لَهُ أُفُولاَ