أيُّ فَتْحٍ كَفَتْحِ هَذَا النَّادِي – خليل مطران
أيُّ فَتْحٍ كَفَتْحِ هَذَا النَّادِي … لِرُقِيِّ الْحِمَى وَأَمْنِ الْعِبَادِ
مَعْهَدٌ لاَ يُشَادَ فِي وَطَنٍ إِلاَّ … وَفِيه لِلْمَجْد أَسْمى مُرَادِ
لَمْ يُقَمْ مِثْلُهُ بِمِصْرٍ وَمَا ظُنَّ … إِلَى أَنْ أَتِيْحَ عَهْدُ فُؤَاد
شَمَلَتْهُ رِعَايَةٌ مِنْ مَلِيْكٍ … عَرْشُهُ فِي الْقُلُوبِ وَالأكْبَاد
مَا دَعَاهْ دَاعِي الْمَبَرَّة إِلاَّ … كَانَ مِنْهُ الْجَوَابُ بِالإِسْعَاد
زِيْنَ مِنْهُ هَذَا الْمَكَانُ بِرَسْمٍ … يَحْتَوِيه فِي الْقُطْرِ كُلُّ فُؤاد
هُوَ نَادٍ بِه مُجَانَسَةُ الأخْلاَقِ … تُنَمِّي فِيْنَا قِوَى الإِتِّحَاد
وَتَرْقَى النُّفُوسُ عَنْ سُوءِ مَا تُوحِي … إِلَيْهَا كَوَامِنُ الأحْقَاد
يَتَلاَقَى الضُّبَاطُ مُخْتَلَفُوا الأقْدَارِ … فِيْه تَلاَقيَ الأنْدَاد
مُبْدلِيْ وَحْشَةَ الْمَنَاصِبِ … فِي وَقْتِ الْتَّخَلِّي أَنْساً وَحُسْنَ وِدَاد
مُتَوَخِّينَ بِالتَّشَاوُرِ إِصْلاحاً … لِمَا أَحْدَثَتْ يَدُ الإِفْسَاد
يَسْمَعُونَ الْمُحَاضَرَاتِ الْتِمَاساً … لِتَلاَفِي الإِغْوَاءِ بِالإِرْشَاد
لاَ يَعِدُّونَ بَيْنَهُمْ أَجْنَبِيّاً … غَيْرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ شَرِيفَ الْمَبَادَي
وَمُوَفِّي قِسْطَ الْبِلاَدوَإِنْ لَمْ يَ … كُ مِنْهَا يُجَلُّ كَابْنِ الْبِلاَد
إِنَّ فَخْرَ الشُّرْطِيِّ لَهْوَ التَّعَالِي … بِإبَاءٍ عَنْ مُخْزِيَاتِ الْتَّعَادِي
فَإِذَا شَبَّتِ الْحَمَاسَةُ فِيه … فَلْيَكُنْ شَوْطُهُ مَجَالَ الجِهَاد
إِنَّ أَمْناً يَقِي العِبَادَ لَخَيْرٌ … مَنْ جِرَاحٍ وَمِنْ أَساً وَضِمَاد
هَذه نَهْضَةٌ وَبُورِكَ فِيهَا … لَمْ تَزَلْ آيَةٌ الشُّعُوبِ الشِّدَاد
فَلْتَعِشْ مِصْرُ وَالمَلِيكُ الَّذي يَزْ … هَى بِه العَصْرُ رَبُّ هَذَا الْوَادي