أيّامُنا بكَ بيضٌ كلُّها غرُر – حيدر بن سليمان الحلي

أيّامُنا بكَ بيضٌ كلُّها غرُر … وعيشُنا بك غضٌّ مونقٌ نضِرُ

ووجهُك المتجلّي للندى مَرحاً … من نوره تستمدُ الشمسُ والقمر

يا شمسَ دارِه أُفق المجد كم لك من … صنايعٍ لم تكن بالعدِّ تنحصرُ

لله كم لك من معنى ً تحيّر في … إدراكه العقلُ والأوهامُ والفكر

قد قلتُ للمبتغي جهلاَ عُلاك لقد … جريتَ لكنَّ عنها شأنك القِصر

تبغي على ماجدٍ ما رامه أحدٌ … إلاّ وعادَ بطرفٍ عنه ينحسر

ذاك الذي ما جرى يوماً لنيلِ عُلَى … إلاّ وقصَّر عن إدراكه البصر

كم زُرتُه فرأيت الأرضَ قد جُمعت … في مجلسٍ لفتى فيه استوى البَشر

في العسرِ واليسرِ فيه لم يخيب أملٌ … ولا تُغيَّر من أخلاقه الغير

كأنّما صِلة ُ الوفّاد واجبة ٌ … عليه نصَّت به الآياتُ والسور

لولاه أصبحت الدنيا بأجمعها … ما للسماحِ بها عينٌ ولا أثر

وليس بالسحب من بخلٍ إذا انقشعت … لكنَّها لحياءٍ منه تستَر