أيصرع جبران وتهوى كواكبه – ابراهيم الأسود
أيصرع جبران وتهوى كواكبه … وما دفعت عنه المنايا مواكبه
ويغدر فيه دهره وهو طبه … وكاهله في النائبات وغاربه
وما زبد والرمل ادرك منهما … سوى القدر الجاري الذي هو حاسبه
وانباءه من قبل هذا نبيه … وما جهلته غيب هذا تجاربه
ولو راح يبغي في النجوم مكانة … لما قصرت عن غايتيها ركائبه
ولكنه لما رأى الحتف غاية … وكل امرء كف الرزايا تجاذبه
وكل الذي اعطى الزمان لاهله … وغرهم في زهوه وهو سالبه
وان الفتى محدود عمر بدهره … ولكنها ليست تحد رغائبه
اعاد الى التكسير اجنحة ولم … يرشها ولم يزعجه موت يراقبه
مشى ببلاد الغرب في ركب ماجد … تسير به هماته ومطالبه
يسير فيها سائرات قرائح … وما هي الا التبر اخلص ذائبه
فكل فتى قد هام فيها كانما … هوى كل نفس بالذي هو كاتبه
وكل فتاة صيرتها حلى لها … كأن غوالي الدر ما هو جالبه
كأن نجي الروح في كل امة … واهواءها بعض الذي هو كاسبه
وما اغتبط الشرق المدل بنبله … على الغرب حتى غيبته مغاربه
فآب وما للشرق غير عظامه … وان عمت الافاق طراً مواهبه
وما هو جبران طوى تحت رمسه … ولكنما لبنانه ومآربه