أهْدي نسيمُ الصباحِ – ابن سهل الأندلسي
أهْدي نسيمُ الصباحِ … نسيمَ مسكٍ وعنبرْ
يَحُثُّهَا خَنْدَرِيسا … من خدّ ساقيها تعصرْ
اليومُ يومٌ أغَرُّ … كما تراهُ طليقْ
زهرٌ وظلٌّ ونَهْرُ … وشادنٌ ورحيقْ
وذيلُ سكرٍ يُجَرُّ … وَمُنْتَشٍ لا يُفيقْ
زمانهُ في اصطباحِ … إذا أفاق تذكّرْ
فقال هاتِ الكؤوسا … واشربْ ودعْ مَنْ تعذَّرْ
كَمْ ذا تكتّم وجدا … أذاب قَلْبي زفيرُهْ
من شادنٍ لَوْ تبدَّى … للبدرِ أظلمَ نورهْ
من بالنفوسِ يُفدَّى … أنا المعنى أسيرهْ
يفري الحشا بالتماحِ … من طرفِ وسنانَ أحورْ
ناهيك عِلقاً نفيسا … في مثلهِ الصبُّ يعذرْ
منعمُ القدّ لدنُ … كالغصْنِ في عَلْيائه
وهي الكواكب تعنو … لحُسْنِهِ وبهائه
و كلُّ قلبٍ يحنُّ … إليهِ شوقَ لقائه
مطاوعٌ ذو جماحِ … يهوى الوصالَ ويحذرْ
لذاك عرضاً دنيسا … و ليس يهوى لمنكرْ
موسى حويتَ الجمالا … وعفَّة ً في طِباعك
لم تَرْض إلاّ الحلالا … غذيتهُ في رضاعك
وقَدْ أملْتَ الرجالا … نهاية ً باصطناعك
فالبسْ رداءَ امتاحِ … و جررِ الذيل وافخرْ
فَلَنْ يَزالَ حَبِيسا … يُطوى عليك ويُنْشَرْ
لمّا استقام قضيبا … وكاد ينقدُّ مَيْلا
ومرَّ خِشفاً ربيبا … وزاد حُسناً وطَوْلا
ما شاء ، قمتُ خطيبا … فَقُلْتُ والحقُّ أولى