أهلا بمن نصر الإله وأيدا – ابن دارج القسطلي

أهلا بمن نصر الإله وأيدا … وحمى من الإشراك أمة أحمدا

وسخا لأطراف الرماح بنفسه … شحا وإشفاقا على دين الهدى

وبمن حمى التوحيد ممن سامه … خسفا فأصبح في المعالي أو حدا

حتى أعاد الدين أبيض مشرقا … بسيوفه والكفر أدهم أسودا

بسط الإله بسيفه وبرمحه … ظلا على الدين الحنيف ممددا

بمكارم شهدت عليه بأنه … أندى الورى كفا وأطيب محتدا

وشمائل لو شام رهبة سيفه … لغدا لرقتها الورى مستعبدا

من أحرز الغايات أدنى شأوه … حتى تقاصر عن مساعيه المدى

وسطا على الأعداء حتى لاغتدت … عنقاء مغرب في البلاد من العدى

بعزائم في الروع قحطانية … تركت ديار الشرك قاعا فدفدا

والقائد الميمون والقمر الذي … يجلو بغرته الظلام إذا بدا

والأزهر الوضاح والملك الذي … لبس الندى والبأس ثوبا وارتدى

إن يكن عن بعض النجوم بأسعد … فلقد تجلت كلها لك أسعدا

فخرا لمصدرك الذي لم يترك … لظبى الصوارم في الأعاجم موردا

لله في الإشراك منك وقائع … أربت على حرب الذنائب مشهدا

لا مثل بربديل يوم حويتها … فخرا أغار على الزمان وأنجدا

جردت للإسلام فيها صارما … عودته ضرب الطلى فتعودا

وسللته لله فيها سلة … منعت صليبا بعدها أن يعبدا

ووقفت دون الدير فيها وقفة … كانت لنصر الله فيها موعدا

وقلنية أنشأت فيها عارضا … للحرب أبرق بالحتوف وأرعدا

وبرأي عيني يوم خضت لفتحها … بحرا من البيض الصوارم مزبدا

فرأيت ما استنزلت من نجم هوى … وشهدت ما حدثت عن ليث عدا

والحرب قائمة تغص بنقعها … لمحا بنار المشرفية موقدا

والشمس حيرى في السماء كأنها … ترنو إلى الدنيا بمقلة أرمدا

والخيل تستلم الصعيد كأنما … تبغي إلى الجوزاء منها مصعدا

ما إن ترى إلا خفوق مهند … كالبرق يقرع في المكر مهندا

وثقوب أزهر كالشهاب مثقف … يهدى إلى ظلم النفوس به الردى

فغدا إليها منك ليث خفية … ما راح إلا للفخار ولا غدا

لا ترتضي للسيف سلة ساعة … حتى تراه في الكواهل مغمدا

وتركت شنت اشتيبنا وكأنما … حطت سيوفك من عداها الفرقدا

فقصرت مدتها بوقفة ساعة … أبقت لك الفخر الجليل مخلدا

شيدت عز المسلمين بهدم ما … قد كان عز الكفر منها شيدا

وتركت غرسية بنقمة غدره … بالروع في الأرض الفضاء مقيدا

لهفان يجتاب النهار مروعا … بظباك والليل التمام مسهدا

خزيان قد أوسعت حر بلاده … ودياره لهب السعير الموقدا

قد غر أحزاب الكماة وما حمى … وأضل أشياع الضلال وما هدى

إيها بني المنصور أنفسنا لكم … ونفوس من في الشرق والغرب الفدا

اليوم أنسى فتحكم ما قبله … عظما كما نسا لفتحكم غدا

كلمات: عبدالجليل وهبة

ألحان: وديع الصلفي