أهلا بسلطاننا المعتز بالصمد – أحمد فارس الشدياق

أهلا بسلطاننا المعتز بالصمد … رب البرية لم يولد ولم يلد

عبد العزيز الذي عزت محامده … عن ان تمثل في بال وفي خلد

اهلا بمن لم تغب عنا مكارمه … وان تغب يده الكرمى عن البلد

اهلا بمن تبهج الاكوان طلعته … وتذهب الحزن بشراه عن الكبد

سارت بارواحنا الارواح تحجبه … عنا وعادت بها اذ عاد عن افد

ان ينقص السير بدر الافق ما نقصت به … محاسن بدر الارض عن عدد

او كان يرمد من نور الضحى احد … فنحن من بعد شمس الملك في رمد

قد كان يارق كي تكرى نواظرنا … فمذ نأى بات خالي الهم في سهد

قامت هواجس هذا البين تزعجني … وكثرة الظن تمنى المرء بالكمد

ناديت انسان عيني وهو ذوارق … خلقت يا ايها الانسان في كبد

لو يعلم البحر أي الجود جلله … لكان يقذف بالعقيان لا الزبد

ولو درت مصر ما بالشام من اسف … لشاطرته نصيب الفخر والرغد

تود كل بلاد ان يشرفها … بنظرة منه تزكيها مدى الابد

لسنا نروم على مرأى سناه رنا … وغير مرضاته في العمر لم نرد

من خط اسطر مدح فيه فهى له … مرقاة عز ومعلاة على سند

اسمى الورى حسبا والفعل شاهده … وخير ملتحد في الحادث النكد

ادنى عزائمه يفرى احد ظبى … قوارع الدهر يوم البأس والجلد

جل الذي بالعلى والمجد فضله … فما يدانيه في الاملاك من احد

فخر السلاطين ان قلوا وان كثروا … للدين والملك منه خير ملتحد

فاضت يداه نوالا غير محتقد … فاخجل السحب فانجابت على حقد

حوى جميع المعالي واستفذ بها … فاعجب لفرد بهذا الجمع منفرد

هو المطاع المفدى ان دنا ونأى … بالاهل والمال والارواح والولد

مؤيد العزم ماضي الراي متخذ … من خشية الله جيشا سابغ العدد

فالحمد لله ان قد عاد عن كثب … بنجله سالما مع جملة الحفد

حمدا تدوم به البشرى مؤرخة … قدوم سلطاننا بالخير والمدد