أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ – مهيار الديلمي
أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ … و أقتضيها معارا غيرَ مردودِ
رضا بليلي ما كان من خلقٍ … جعدٍ ونيلٍ كثيرِ المنّ معدودِ
من العزيزات أنساباً وأخبية ً … في صفوة ِ البيتِ حلتْ صفوة َ البيدِ
محبها قد قضى في كلَّ معركة ٍ … قصية ٍ عن بلاغِ الأنيقِ القودِ
تقلُّ من غيرِ ذلًّ عند أسرتها … بين القبابِ المنيعاتِ الأباديدِ
كم ليلة ٍ قد أرتني حشوها قمرا … وجوهها البيضُ في أبياتها السودِ
من كلَ هيفاءَ إلا الردفَ تحسبهُ … غصنا من البان معقودا بجملودِ
ما مستقيماتها للريح مائلة ٌ … لكن براهينُ عزًّ لي المواعيدُ
لثنَ العناقيدَ فوقَ الخمرِ واختلفت … شفاههنَّ على ماءِ العناقيدِ
و رحن يرمين بالألحاظ مقتنصاً … فما تصيدنَ إلا نفسَ الصيدِ
يا ليلَ لو كان داءَ تقتلين به … داويته كان داءً غيرَ مقصود
اليأسُ أروحُ لي والصبرُ أرفقُ بي … من نومِ ليلكِ عن هميّ وتسهيدي
ما ماء دجلة َ ممزوجا بغدركمُ … و إن شفى بارداً عندي بموردوِ
و لا صبا أرضكم هبت تروحني … وفاءَ وعدٍ لكم بالمطلِ مكدودِ
حسبي . سمحتُ بأخلاقي فما ظفرت … في الناس إلا بأخلاقٍ مناكيدِ
و صاحبٍ لينُ أيامي وشدتها … فرقٌ له بين تقريبي وتبعيدي
يمشي ابنَ دأية َ في ظلَّ الرجاءِ معي … و في النوائبِ يعدو عدوة َ السيدِ
و واسعِ الدار عالي النارِ يوهمني … خصبَ القرى بين مبثوثِ ومنضود
يهوى الأناشيدَ أن يكذبن سمعته … و لا يهشُّ لأعواضِِ الأناشيدِ
أغشاه غشيانَ مجلوبٍ يغرُّ بما … رأى وأصرف عنه صرفَ مطرودِ
يجودُ ملءَ يدي بالوعد يمطلهُ … و المطلُ من غير عسرٍ آفة ُ الجودِ
فدى الرجالُ وإنْ ضنوا وإن سمحوا … فتى ً يهونُ عليه كلُّ موجودِ
لا يحسب المالَ إلا ما أفاد به … ثناءَ محتسبٍ أو ذكرَ محمودِ
كم جربَ المدحُ أملاكا وجربه … فصبَّ ماءً وحتوا من جلاميدِ
أملسُ لا عرضه الوافي بمنتقصٍ … يوما ولا مالهُ الواقي بمعبودِ
من سائلٌ بالكرام السابقين مضوا … و خلفوا الذكرَ من إرثٍ وتخليدِ
هذا الحسينُ فخذ عيناً ودعْ خبراً … من الروايات عنهم والأسانيدِ
من ساكني الأرضِ قبلَ الماءِ من قدمٍ … و عامريها وما ذلت لتشييدِ
كم حاملٍ منهمُ فضلاً حمائلهُ … تحلُّ عن عاتق بالتاج معقودِ
لم يبرحوا أجبلَ الدنيا وأبحرها … أصلينْ من شاهقٍ منها وممدودِ
و حسنوا في الندى أخلاقَ حلمهمُ … إنَّ الندى في النهى كالماء في العودِ
يا آل عبد الرحيم اختار صحبتكم … تأنقي في اختياراتي وتجويدي
أحبكم وتحبوني وما لكمُ … فضلٌ وربَّ ودودٍ غيرُ مودودِ
قرابة ٌ بيننا في فارسٍ وصفتْ … عنيّ وعنكم طهاراتِ المواليدِ
لا زال مدحيَ ميراثا يقابلكم … عنيّ إذا الشعرُ في آذانكم نودي
بكلَّ حسناء لو أحفشتها برزتْ … للخاطبين بروزَ الغادة ِ الرودِ
من نسج فكري تردّ العارَ دونكمُ … ردّ السهام نبتْ عن نسج داودِ
ما أنبتتْ ليَ جراءُ الرجاء بكم … خصبا وما كرَّ دهرٌ عودة َ العيدِ
و ما تباحُ المدى مشحوذة ً أبدا … صبيحة ََ النحرِ من نحرٍ ومن جيدِ