أنسيمٌ سرَى بنفحة ِ رَندِ ؟ – محمود سامي البارودي
أنسيمٌ سرَى بنفحة ِ رَندِ ؟ … أَم رسولٌ أدَّى تَحيَّة هِند ؟
أطربتنى أنفاسُهُ ، فكَأنِّى … مِلْتُ سُكْراً مِنْ جُرْعَة ٍ مِنْ بِرَنْدِي
وَأَخُو الْوَجْدِ لا يَزَالُ طَرُوباً … يتبَعُ الشَّوقَ بينَ سهلٍ وفندِ
طَالَ شَوْقِي إِلى الدِّيَارِ، وَلَكِنْ … أينَ مِن مصرَ من أقامَ بكندى ؟
حَبَّذَا النِّيلُ حِينَ يَجْرِي فَيُبْدِي … رَوْنَقَ السَّيْفِ، وَاهْتِزَازَ الْفِرِنْدِ
تَتَثَنَّى الْغُصُونُ في حَافَتَيْهِ … كَالعَذَارَى يَسْحَبْنَ وَشْيَ الْفِرِنْدِ
قلَّدتها يدُ الغمامِ عقوداً … هِيَ أَبْهَى مِنْ كُلِّ عِقْدٍ وَبَنْدِ
كيفَ لاتهتِفُ الحَمامُ علَيهِ ؟ … وهِى َ تُسقى بهِ سُلافة َ قَندِ
هوَ مرمى نَبلِى ، وملعبُ خيلى … وحِمى أسرَتى ، ومَركزُ بَندِى
كلَّما صوَّرتهُ نفسِى لِعينِى … قدحَ الشَّوقُ فى الفؤادِ بِزَندِ
لِي بِهِ صَاحِبٌ عَلَيَّ عَزِيزٌ … مِثلُ ما عِندَهُ منَ الشَّوقِ عندى
أَتَمَنَّاهُ غَيْرَ أَنَّ فُؤَادِي … مِن إسارِ النَّوى مُحاطٌ بِجندِ
فَاهْدِ مِنِّي لَهُ تَحِيَّة َ صِدْقٍ … وَتَلَطَّفْ بِحَالَتِي يَا أَفَنْدِي
أَنا واللهِ مُغرَمٌ بِهَواهُ … حيثُما دُرتُ بينَ هِندٍ وسندِ
إِنَّ شَوْقِي إِلَيْهِ أَسْرَعُ شَأْواً … مِنْ سُلَيْكٍ وَالْوَصْلُ في بُطْءِ فِنْدِ
أَسألُ الدَّهرَ نعمَة َ القربِ منهُ … وَهْوَ كَرٌّ بِنِعْمَة ٍ، لَيْسَ يُنْدِي
لَو سِوَى الدَّهرِ رامَ غَبنِى ؛ لأَصحَر … تُ مُشِيحاً بِالنَّصْلِ فَوْقَ سَمَنْدِ
لستُ أقوى على الزَّمانِ ؛ وإن كنـ … تُ أَفُلُّ العِدا بِقوة ِ زندِى