أنت الذي عنا بلال دفعته – الفرزدق

أنْتَ الّذي عَنّا، بِلالُ، دَفَعْتَهُ … وَنَحْنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ

أخَذْنَا بحَبْلٍ ما نَخافُ انْقِطاعَهُ … إلى مُشرِفٍ أركانُهُ، مُتقاذِفِ

وَلم تَرَ مثلَ الأشْعَريِّ، إذا رَمى … بحَبْلٍ إلى الكَفَّينِ، جاراً لِخَائِفِ

هُوَ المانعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرَى، … وَيَحْفَظُ للإسلام ما في المَصَاحِفِ

أرَى إبِلي مِمّا تَحِنّ خِيَارُها، … إذا عَلِقَتْ أقْرَانُهَا بِالسّوالِفِ

بِها يُحقَنُ التّامُورُ إنْ كَانَ وَاجباً … وَيَرْقَأُ تَوْكافُ العُيُونِ الذّوَارِفِ

وَإنّا دَعَوْنا الله، إذْ نَزَلَتْ بِنَا … مُجَلِّلَةً إحْدَى اللّيَالي الخَوَائِفِ

فَسَلّ بِلالٌ دُونَنَا السّيْفَ للقِرَى … عَلى عُبُطِ الكُومِ الجِلادِ العَلايِفِ

رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ، … وَبالسّيْفِ خَلاّتِ الكِرَامِ الغَطارِفِ

ثَنَتْ مُضْمَراتٌ مِنْ بِلالٍ قُلوبَنا، … إلى مُنْكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ