أنا إرهابي – أحمد مطر

الغربُ يبكي خيفةً

إذا صَنعتُ لُعبةً

مِن عُلبةِ الثُقابِ

وَهْوَ الّذي يصنعُ لي

مِن جَسَدي مِشنَقَةً

حِبالُها أعصابي

والغَربُ يرتاعُ إذا

إذعتُ يوماً أَنّهُ

مَزّقَ لي جلبابي

وهوَ الّذي يهيبُ بي

أنْ أستَحي مِنْ أدبي

وأنْ أُذيعَ فرحتي

ومُنتهى إعجابي

إنْ مارسَ اغتصابي

والغربُ يلتاعُ إذا

عَبدتُ ربّاً واحِداً

في هدأةِ المِحرابِ

وَهْوَ الذي يعجِنُ لي

مِنْ شَعَراتِ ذيلِهِ

ومِنْ تُرابِ نَعلِهِ

ألفاً مِنَ الأربابِ

ينصُبُهمْ فوقَ ذُرا

مَزابِلِ الألقابِ

لِكي أكونَ عَبدَهُمْ

وَكَيْ أؤدّي عِندَهُمْ

شعائرَ الذُبابِ

وَهْوَ وَهُمْ

سيَضرِبونني إذا

أعلنتُ عن إضرابي

وإنْ ذَكَرتُ عِندَهُمْ

رائِحةَ الأزهارِ والأعشابِ

سيصلبونني على

لائحةِ الإرهابِ

رائعةٌ كُلُّ فعالِ الغربِ والأذنابِ

أمّا أنا فإنّني

مادامَ للحُريّةِ انتسابي

فكُلُّ ما أفعَلُهُ

نوعٌ مِنَ الإرهابِ

هُمْ خَرّبوا لي عالَمي

فليحصدوا ما زَرَعوا

إنْ أثمَرَتْ فوقَ فَمي

وفي كُريّاتِ دمي

عَولَمةُ الخَرابِ

ها أنَذا أقولُها

أكتُبُها أرسُمُها

أَطبعُها على جبينِ الغرْبِ

بالقُبقابِ

نَعَمْ أنا إرهابي

زلزَلةُ الأرضِ لها أسبابُها

إنْ تُدرِكوها تُدرِكوا أسبابي

لنْ أحمِلَ الأقلامَ

بلْ مخالِبي

لَنْ أشحَذَ الأفكارَ

بلْ أنيابي

وَلنْ أعودَ طيّباً

حتّى أرى

شريعةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها

عائدةً للغابِ

نَعَمْ أنا إرهابي

أنصَحُ كُلّ مُخْبرٍ

ينبحُ بعدَ اليومِ في أعقابي

أن يرتدي دَبّابةً

لأنّني سوفَ أدقُّ رأسَهُ

إنْ دَقَّ يوماً بابي