أما والنقا لولا هوى ظيبة َ النقا – مهيار الديلمي

أما والنقا لولا هوى ظيبة َ النقا … لما قلتُ حيّا اللهُ داراً ولاسقى

ولا أرسلتْ عيني معْ اللّيلِ لحظها … ترودُ السحابَ الجونَ منْ أينَ أبرقا

خليليَّ دعوى الودَّ بابٌ موسّعٌ … ولكنْ ارى بابَ التصادقِ ضيِّقا

ألمْ ترَ يومَ الجوِّ ما كنتُ مبصراً … فلمْ دمعي الجاري ودمعكَ قدْ رقا

نجوتَ وفي أسر الهوّى لكَ صاحبٌ … فهلْ أنتَ مغنٍ عنهُ أنْ رحتَ مطلقا

سلْ الجيرة َ الغادرينَ هلْ مودعَ الهوّى … أمينٌ وهلْ بعدِ التفرّقِ ملتقى

وأينَ الظباءُ العاطياتُ إلى الصّبا … يجاذبنهُ الأغصانَ ريّانَ مورقا

حلفتُ بدينِ الحبِّ يومِ سويقة ٍ … أليّة ً مغلوبٌ تألّى ليصدقا

لما بعثً القاريُّ زرقَ نبالهِ … باقتلَ منْ تلكَ العيونِ وأرشقا

كأنَّ فؤادي عندَ صائحة ِ النّوى … وقدْ رقَّ ضعفاً أنْ يجيشَ قيخفقا

أديمُ تفرّاهُ الزمانُ فلمْ تجدْ … بهِ نغلاً أيدي الخوالقِ مخلقا

ولمّا اتقى نبلَ الوشاة ِ بصبرهِ … رمتهُ وشاة ُ الدمعُ منْ خيثما اتّقى

حمى اللهُ عيشاًإنَّ حمي العيشِباللّوى … تكدّرَ بعدي صفوهُ وترنَّقا

ورئما بجنبي غرَّبٍ ما تمتّعتْ … لحاظي بهِ حتّى أخيفُ فشرَّقا

ضممتُ عليهِ مغرماً ساعة ً يدي … وخلّيتُ لمّا رعتهُ عنهُ مشفقا

ولمْ أكُ لمّا صدتهُ فسرحتهُ … بأوّلِ قنّاصٍ تجنّى فأخفقا

وأعلمُ لو أنَّ الشبيبة َ كفَّتي … هناكَ لأمسى في حبالي موثقا

أليلَ سوادي ماأرى الصبحُ سرّني … فمنْ ردَّ لي ذاكَ الظلامَ فأغسقا

أبيتَ تنزّي بينَ جنبيَّ لسعة ٌ … لذكركَ شافي عضُّها غيرُ منْ رقي

أبى خلقُ الأيّامِ إلاّ إساءة ً … وأحسنَ حيناً كلفة ً وتخلّقا

أعاتبها لو كانَ يجدي عتابها … ومنْ حالمَ الخرقاءَ أصبحَ أخرقا

تعجّبُ منّي أختُ عذرة َ أنْ رأتْ … بحبلٍ بني الدنيا رجائي معلَّقا

وقدْ عهدتني منهُ ناصلَ المنى … إذا لمسوا ودّي تفلّتَ مزلقا

وقالتْ متى استذرى وقدْ كانَ مصحراً … وخبَّ وقدْ كنّا عهدناهُ معنقا

إليك فإنّي ما انحططتُ لرفدهمْ … وبي نهضانٌ عنهُ أنْ أتحلّقا

وما كلِّ يومٍ يأكلُ المرءُ ما جنتْ … يداهُ لهُ قسراً ويشربُ ما استقى

وإنّي على ما قدْ ألمتُ محسّدٌ … أكابدُ مفؤداً عليََّ ومحنقا

بليتَ بمغتابينَ لحمَ أخيهمُ … يبيتُ وما جاعوا لديهمْ ممزّقا

إذا سرحتْ عنّي منَ الفضلِ هجمة ٌ … أحالوا عليها عاقرينَ وسرَّقا

رموني إذا أضحوا هواناً أخامصاً … ذنابي وإنْ اصبحتْ في الفضلِ مفرقا

أحدّوا أظافيري فلمْ أحتلبهمُ … ولا لحمَ إلاّ ما أرى فيهِ معرقا

جناية ُ جهلٍ جرّها الحلمُ عنهمُ … وما كنتُ أخشى أنْ أرى الحلمُ موبقا

ولمَّا رايتُ العفوَ لا يستردُّهمْ … ولا العتبَ صيّرتُ العتابَ التفرُقا

طرحتهمُ طرحَ السِّقاءِ تفجَّرتْ … مخارزهُ بالماءِ حولينِ مخلقا

لئنْ نفضتْ باليأسِ كفّي منهمُ … وأصبحتُ ممّا يملقُ العيشُ مملقا

فلي منْ ربيبِ النعمة ِ اليومَ نعمة ٌ … تردُّ الصِّبا جذلانَ والعمرَ مونقا

خلائقُ إمّا ماءَ كرمٍ مرقرقا … أغادى بهِ أو ماءُ مزنٍ مصفِّقا

كأنَّ الصَّبا جرّتْ عليهِ ذيولها … أصيلاً وفأرَ المسكِ عنها تفنَّقا

أغرُّ هلاليٌّ صحيفة ُ وجههِ … إذا طلعتْ لمْ تبقِ للشّمسِ مشرقا

ترى لحسنُ فيها واقفاً متحيِّراً … وماءِ الحياءِ فوقها مترقرقا

بليلِ يدُ المعروفِ لو مرَّ كفُّهُ … على الصَّلدِ منْ أحجارِ سلمى ً تدفَّقا

يرى المالَ وزراً في الرقابِ مجمّعاً … فيعيا بهِ حتّى يراهُ مفرَّقا

منَ النفرَ المطفينَ جدبَ بلادهمْ … بماءِ الندّى الجاري إذا العامُ أحرقا

ميامينَ تلقى الخيرَ يومَ لقائهمْ … إذا خفتَ يسري أو تعيّفتَ أبلقا

طوالُ العمادِ نشرُ أرضهمْ … حييُّونَ حتّى تطرقَ الحربُ مطرقا

ذا ناهزَ الضيفُ البيوتَ تبادروا … لهُ فاستوفوا فيهِ غنيّاً ومخفقا

حموا مجدهمْ بالسمهريِّ تطاعناً … وبالكلمِ المربي على الطعنِ منطقا

توّمَ الفتى منهمْ حليماً فإنْ تقلْ … يقلْ مفحماً لدى الخصومِ ومرهقا

إذا أشعلَ الأبطالُ في الحربِ شوكة ً … وطوها حفاة ً أرجلاً ثمَّ أسؤقا

بكلِّ غلامٍ لا ترى السيفُ يحتمي … ولا الموتِ في نصرِ الحفيظة ِ يتقّى

إذا قامَ ساوى الرمحَّ حتّى يمسَّهُ … بغاربهِ أو طالَ عنهُ محلّقا

تمارتْ لهُ أيدي القوابلِ إذْ بدا … أيبرزُ نصلاً أو جبيناً مطرَّقا

يدلُّ عليهِ بشرهُ قبلَ نطقهِ … سنا الصّبحُ أمَّ الفجرَ ثمَّ تألّقا

يطرَّ سناناً كاللّسانِ حلتْ لهُ ال … نفوسُ إذا اشتاقَ الدماءَ تزوّقا

لهمْ قضبٌ في المجدِ زدت مصلّيا … عليها وإنْ مرّوا أمامكَ سبَّقا

وما ضرَّ ساري ليلة ٍ لو تناثرتْ … كواكبها ما امتدَّ للقمرِ البقا

لكَ المجدُ يلقى حاجبُ الشّمسِ دونهِ … مواقفَ جدٍّ لمْ يجدْ عنهُ مرتقى

مناسبُ ودَّ النجمُ لو تستضيفهُ … إليها دعيّاً أو تسمّيهِ ملحقا

تمّكنَ إسماعيلُ منهُ ورهطهُ … مكانَ تمنّى البدرُ لو أنّهُ ارتقى

إذا عقدَ النّادي الفخارَ عددتهمْ … أباً فاباً حتّى عددتُ الموفَّقا

أبوكَ الّذي أعيا الملوكَ جذابهُ … فأعطوهُ ليناً ما اشتهى وترفُّقا

تداركهمْ الشرُّ يفغرُ نحوهمْ … فامسكَ فيهِ دونَ ذاكَ المخنّقا

دعوهُ وأطراف الرماحِ تنوشهمْ … لحاقِ فلبّاهمْ فأكرمَ ملحقا

فأنشرهمْ موتي ولأنقذَ بالقنا … نعيمهمْ المعتادَ منْ قبضة ِ الشقا

لهُ صارمُ ريّانُ منْ دمِ بعضهمْ … وآخرُ يحمي بعضهُ أنْ يمزَّقا

حمى بينَ كرمانٍ إلى الثغرِ سيفهُ … وعم بلادُ الجورِ عدلاً وطبّقا

ولمْ يبقِ فوقَ الارضِ للخوفِ مسرحاً … ولا لجناحِ الظلمِ في الجورِ مخفقا

وما ماتَ حتّى أبصرَ العيشُ ذلّة ً … وحملَ الأذى غلاًّ على الحرِّ موبقا

ولمّا أرادَ الدّهرُ تعطيلَ جيدهِ … منَ الشرفِ اختارَ الحسامَ فطوَّقا

فداكَ منَ الاقرانِ أبترُ لمْ يكنْ … عتيقاً ولا في المجدِ مثلكَ معرقا

إذا لفّهُ المضمارُيومَ عريكة ٍ … بنقعكَ وليَّ يسألُ الأرضَ منفقا

يرى مثلُ عينيهِ لأسودِ قلبهُ … عدوّاً على أخرى قناتكَ أزرقا

أبثُّكَ عنْ قلبٍ أحبّكَ صادقاً … إذا كانَ حبٌّ خدعة ً وتملُّقا

وصفتَ لهُ قبلَ اللّقاءِ فشفتهُ … فلمّا التقينا صادهُ كرمُ اللّقا

وأصبحتَ منْ قومٍ عليهِ أعزّة ٍ … قضى الدّهرُ مختصاً بهمْ متحقِّقا

فزاركَ منْ ابكارهِ بكريمة ٍ … منَ الخيِّراتِ الغرِّ صوناً ورونقا

عزيزٌ على غيرِ الكرامِ افتراعها … وإنْ ساقَ أعناقَ المهورِ وأصدقا

ولمّا رددتُ الراغبينَ ولمْ أدعْ … عليها لرامٍ بالمُّنى متسلِّقا

أتاني بشيرُ الخيرِ أنْ قدْ خطبتها … فما كدتُ مسروراً بهِ انْ أصدّقا

وزدتُ يقيناً فيكَ أنّكَ واحدٌ … إذا اخترتَ كنتَ العارفَ المتأنِّقا

فأشرفُ نفسٍ همّة ً نفسُ ماجدٍ … يبيتُ إلى أمثالها متشوِّقا

فراعِ أباً في حفظها لمْ يجدْ لها … سواءكَ كفئاً ما تنخّلَ وانتقى

لئنْ سمتنيها بادئاً بطلاّبها … لتستثمرنْ منها البناءَ المنمِّقا

كجوهرة ِ الغوّاصِ دلاَّهُ حظُّهُ … عليها فأهوى ما استطاعَ وعمَّقا

وأبرزها بيضاءَ تنصفُ كفّهُ … وميضاً ترى وجهِ الغنيِّ فيهِ مشرقا

وقدْ افسدَ النّاسُ المقالَ فلا ترى … لكثرة َ منْ يرضى المحالَ محقِّقا

أرى العيدَ والنيروزَ جاءا فأعطيا … أماناً منَ الأحداثِ فيكَ وموثقا

قغادِ بذاكَ لذّة ِ العيشِ مصبحاً … ورواحْ بهذا سنّة ُ الدِّينِ مغبقا

وأعطِ وخذْ غمرَ الزمانِ محكَّما … وضحِّ وعيِّدْ ناحراً ومشرِّقا

فلو كانتْ الأيّامُ تنطقُ أفصحا … بما فيكَ منْ حسنِ الثناءِ وأنطقا