أليسَ منَ العدلِ أن تسمعا ؟ – محمود سامي البارودي

أليسَ منَ العدلِ أن تسمعا ؟ … فأشكُو إليكَ نَموماً سَعَى

أَطَاعَ لَهُ الْمَاءُ حَتَّى اسْتَقَى … وَأَمْكَنَهُ الرِّعْيُ حَتَّى رَعَى

أتاكَ فأغشيتَهُ مَنزِلاً … رَحِيباً، وَأَرْعَيْتَهُ مِسْمَعَا

فأبدَعَ ما شاءَ فى فِرية ٍ … تَأَنَّقَ فِي صُنْعِهَا وَادَّعَى

صَناعُ اللِّسانِ ، خَلوبُ البيا … نِ، يَخْلُقُ مِنْ ضِحْكِهِ أَدْمُعَا

حَرِيصٌ عَلَى الشَّرِّ، لاَ يَنْثَنِي … عنِ القصدِ ما لمْ يَجدْ مَنزَعا

يَسِيرُ مَعَ الرِّفْقِ، حَتَّى إِذَا … تَمكَّنَ مِنْ فُرصَة ٍ أَوضَعا

وَمَا كَانَ لَوْلاَ خِلاَجُ الظُّنُونِ … لِيَرْغَبَ فِي الْقَوْلِ، أَوْ يَطْمَعَا

ولا وحِفاظِكَ ، وهوَ اليميـ … نُ ما حُلتُ عَنْ عَهدِكُمْ إِصبَعا

وَلَكِنَّهَا نَزَغَاتُ الْوُشَاة ِ … أصابَتْ هوى ً ، فلوَتْ أخدعا

وَلَيْسَ مَلاَمِي عَلَى مَنْ وَشَى … ولكِنْ مَلامِى علَى مَنْ وَعى

أَيَجْمُلُ بِالْعَهْدِ أَنْ يُسْتَبَاحَ … لِواشٍ ، ولِلوُدِّ أنْ يُقطعا ؟

فَشَتَّانَ مَا بَيْنَنَا فِي الْوِدَا … دِ: خِلٌّ أَضَاعَ، وَخِلٌّ رَعَى

ومن أشرَكَ النَّاسَ فى أمرِهِ … دَعَتهُ الضَّرورَة ُ أن يُخدعا

فَخُذها إليكَ عِتابيَّة ً … تَرُدُّ عَصِيَّ الْمُنَى طَيِّعَا

ولولا مَكانُكَ من مَهجتى … لما قلتُ لابنِ عِثارٍ لَعا